responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 417


الجواب الأول : أن التشبيه الواقع في ذلك ، المقصود منه تشبيه أصل الصلاة بالصلاة ، وأصل الفعل بالفعل مع غض النظر عن قدرها وكيفيتها وأنواعها فإن أشدية المشبه به وأغلبيته ليست أمرا لازما بل قد يتحقق التشبيه بدونها فالمسئول إنما هو راجع إلى الهيئة ، لا إلى قدر الموهوب كما يقول : أحد الأخوين ( أعطني دينارا كما أعطيت أخي ) ، وأيضا كما تقول للرجل : ( أحسن إلى ولدك كما أحسنت إلى فلان ) ، وأنت لا تريد بذلك قدر الإحسان ، وإنما تريد به أصل الإحسان .
ومنه قوله تعالى : { وأحسن كما أحسن الله إليك } [ القصص : 77 ] ، ولا ريب أنه لا يقدر أحد أن يحسن بقدر ما أحسن الله إليه ، وإنما أريد به أصل الإحسان لا قدره .
وقوله تعالى : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده } [ النساء :
163 ] ، وهذا التشبيه في أصل الوحي لا في قدره وفضل الموحى به ولا الموحى إليه .
وقوله تعالى : { فليأتنا بآية كما أرسل الأولون } [ الأنبياء : 5 ] ، وتشير الآية إنما كان مرادهم جنس الآية لا نظيرها .
وأيضا قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم } [ البقرة : 183 ] ، والتشبيه إنما هو في أصل الصوم لا في عينه وقدره وكيفيته .
وقال تعالى : { كما بدأكم تعودون } [ الأعراف : 29 ] ، ومعلوم تفاوت ما بين النشأة الأولى ، وهي المبدأ والثانية وهي المعاد .
وقال تعالى : { إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا } [ المزمل : 15 ] ، ومن الواضح أن التشبيه في أصل الإرسال لا يقتضي تماثل الرسولين . إلى غير ذلك من الآيات .
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : [ لو إنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا وتروح بطانا ] [140] .
فالتشبيه هنا في أصل الرزق لا في قدره ولا كيفيته ، ونظائره كثيرة .



[140] ذكره النوري في المستدرك : ج : 11 ، باب : 11 ، ص 217 ، رواية : 12789 ، والبحار : ج : 71 ، ص 151 ، رواية : 51 ، باب : 63 . ومن العامة ابن ماجة . ( 4164 ) ومسند أحمد : 1 / 30 ، 53 .

417

نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست