هل قلنا : إن كتاب أنساب الأشراف مزور ، وأن البلاذري ليس بثقة ؟ ! أم ماذا ؟ !
الإحتجاج بالمعصوم :
وقال المعترض : لو اقتصرنا في احتجاجنا على كتاب معصومين ، أو علماء حباهم الله ملكة العصمة كالأنبياء ، لما عثرنا على أحد بهذه الصفة ، اللهم الا ان يكون ملاكاً بصورة إنسان . . والسيد في كتابه : « القول الصائب » لم يأت بشيء جديد سوى ما أثبته من أخطاء هذا الحقير ، ولست مصراً على تنزيه نفسي من الأخطاء . .
إلى ان قال : المهم عندي جلاء النسب المضاع ، وإثبات الولد المضام الذي رد نسبه ظلماً ، لا لشيء إلا لأن أغراضاً خاصة تعلقت بذلك من الأوائل . وبراعة فائقة في الجدال والمخاصمة عند الأواخر [1] . .
ونقول :
أولاً : صحيح أن العصمة ليست إلا للأنبياء والأوصياء ، ولكن معنى هذا الكلام : أن من نعلم بالضرورة والبداهة عصمتهم هم هؤلاء ، لكن ذلك لا يمنع من عصمة غيرهم أيضاً بجهد منه ، وإن لم نستطع نحن تحديدهم . . فلا داعي لحصر المعصوم بالملاك الذي يكون بصورة إنسان . .
ثانياً : لو سلمنا ذلك لكن يوجد حد ومستوى للأخطاء لا يرضى العقلاء بتجاوزه ، أو بالوقوع فيه . . فلا يرضون مثلاً من أحد أن يتكلم

[1] بنات النبي « صلى الله عليه وآله » لا ربائبه ص 31 .

65