نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 382
ثم نحاه عن فيه ، وقال احملوه إلى أسيركم . ثم قال للحسن ( ع ) : بحقي عليك يا بني إلا ما طبتم مطعمه ومشربه وارفقوا به إلى حين موتي وتطعمه مما تأكل وتسقيه مما تشرب ، حتى تكون أكرم منه ، فعند ذلك حملوا إليه اللبن وأخبروه بما قال أمير المؤمنين ( ع ) في حقه ، فأخذ اللبن وشربه . قال الأصبغ بن نباتة : عدونا على أمير المؤمنين ( ع ) أنا والحرث بن سويد بن غفلة وجماعة فقعدنا على الباب ، فسمعنا البكاء فبكينا ، فخرج إلينا الحسن بن علي ( ع ) فقال : يقول لكم أمير المؤمنين ( ع ) : انصرفوا إلى منازلكم ، فانصرف القوم غيري ، واشتد البكاء في منزله فبكيت ، وخرج الحسن ( ع ) فقال ألم أقل لكم انصرفوا ؟ فقلت لا والله يا بن رسول الله ما تتابعني نفسي ولا تحملني رجلاي ان انصرف حتى أرى أمير المؤمنين ( ع ) . قال : فدخل ولم يلبث ان خرج فقال لي ادخل فدخلت على أمير المؤمنين فإذا هو مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء قد نزف دمه واصفر وجهه ، ما أدري وجهه أصفر أم العمامة ، فأكببت عليه ، فقبلته وبكت ، فقال لي : لا تبك يا أصبغ ، فإنها والله الجنة ، فقلت له جعلت فداك اني اعلم والله انك تصير إلى الجنة ، وانما أبكي لفقداني إياك يا أمير المؤمنين . وعن أبي حمزة الثمالي عن حبيب بن عمرو قال : دخلت على سيدي ومولاي أمير المؤمنين ( ع ) بعدما عممه ابن ملجم المرادي وعنده الأشراف من القبائل وشرطة الخميس وما منهم أحد إلا وماء عينيه يترقرق على سوادها ، حزنا لأمير المؤمنين ( ع ) ورأيت الحسن والحسين ومن معهما من الهاشميين وما تنفس منهم أحد إلا وظننت ان شظايا قلبه تخرج مع نفسه ، وقد أرسلوا خلف أثير بن عمرو الجراح وكان يعالج الجراحات الصعبة ، فلما نظر إلى جرح أمير المؤمنين ( ع ) أمر برئة شاة حارة فاستخرج منها عرقا وأرسله في الجرح ، ثم استخرجه وقد تكلل من دماغ أمير المؤمنين ( ع ) وقد مال إلى الخضرة ، فقال الناس يا أثير كيف جرح أمير المؤمنين ( ع ) فخرس أثير عن جوابهم وتلجلج .
382
نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 382