نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 381
وتحرقه بالنار ولا تمثل بالرجل ، فاني سمعت جدك رسول الله ( ص ) يقول : إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ، وان أنا عشت فأنا أولى بالعفو عنه ، فنحن أهل بيت لا نزداد على المذنب إلينا إلا عفوا وكرما . قال محمد بن الحنفية : ثم إن أبي قال : احملوني إلى موضع مصلاي في منزلي ؟ . قال : فحملناه إليه وهو مدنف ، والناس حوله وهم في أمر عظيم وقد أشرفوا على الهلاك ، من شدة البكاء والنحيب . ثم التفت إلى الحسين ( ع ) وهو يبكي ، فقال له : يا أبتاه من لنا بعدك ، لا كيومك إلا يوم رسول الله ( ص ) ، يعز والله علي ان أراك هكذا ، فناداه ( ع ) وقال : يا حسين يا أبا عبد الله ادن مني ، فدنى منه وقد قرحت أجفان عينيه من البكاء ، فمسح الدموع من عينيه ووضع يده على قلبه وقال له : يا بني ربط الله قلبك بالصبر وأجزل لك ولإخوتك عظيم الأجر ، فسكن روعك وأهدأ من بكائك ، فان الله قد آجرك على عظيم مصابك ، ثم ادخل إلى حجرته ( ع ) وجلس في محرابه . قال : وأقبلت زينب وأم كلثوم حتى جلستا معه على فراشه وأقبلتا تندبانه وتقولان : يا أبتاه من للصغير حتى يكبر ، ومن للكبير بين الملأ ، يا أبتاه حزننا عليك طويل ، وعبرتنا لا ترقى . قال : فضج الناس بالبكاء من وراء الحجرة وفاضت دموع أمير المؤمنين ( ع ) عند ذلك وجعل يقلب كفه وينظر إلى أهل بيته وأولاده . قال : وجاؤا باللعين ابن ملجم مكتوفا إلى بيت من بيوت القصر فحبسوه فيه ، فقالت له أم كلثوم وهي تبكي : يا ويلك أما أبي فأرجو ان لا يكون عليه بأس ، وان الله يخزيك في الدنيا والآخرة ، وان مصيرك إلى النار خالدا فيها ، فقال اللعين إبك ان كنت باكية ، فوالله لقد اشتريت سيفي بألف وسممته بألف ، ولو كانت ضربتي هذه لجميع أهل الكوفة ما نجى منهم أحد ! فصرخت أم كلثوم ونادت : وا أبتاه وا علياه ، قال : ثم دعا أمير المؤمنين ( ع ) الحسن والحسين ( ع ) وجعل يحضنهما ويقبلهما ، ثم أغمي عليه ساعة طويلة وأفاق ، فناوله الحسن ( ع ) قعبا من لبن فشرب منه قليلا ،
381
نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 381