responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي    جلد : 1  صفحه : 303


وأحضرته فقالت : يا بن عم انه قد نعيت إلي نفسي وانني لأرى ما بي لا أشك إلا انني لاحقة بأبي وأنا أوصيك بأشياء في قلبي ، قال لها علي ( ع ) : أوصي بما أحببت يا بنت رسول الله ، فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت .
ثم قالت : يا بن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتك ؟ فقال ( ع ) معاذ الله أنت اعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من الله من أوبخك غدا بمخالفتي عز علي بمفارقتك وبفقدك ، إلا أنه أمر لا بد منه والله جدد علي مصيبة رسول الله ( ص ) وقد عظمت وفاتك وفقدك ، فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها ، هذه والله مصيبة لا عزاء عنها ورزية لا خلف لها ، ثم بكيا جميعا ساعة واحدة ، وأخذ عليه السلام رأسها وضمها إلى صدره ، ثم قال : أوصني بما شئت فإنك تجديني وفيا كلما أمرتني به واختار امرك إلى أمري .
ثم قالت : جزاك الله عني خير الجزاء ، يا بن عم أوصيك أولا ان تتزوج بابنة أختي أمامة ، فإنها تكون لولدي مثلي ، فان الرجال لا بد لهم من النساء ، وان تتخذ لي نعشا ، فقد رأيت الملائكة تصوروا صورته ؟ فقال : صفيه لي ؟ فوصفته فأتخذه لها ثم قالت : وأوصيك ان لا يشهد أحد من هؤلاء الذين ظلموني واخذوا حقي فإنهم أعدائي وأعداء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا تترك ان يصلي علي أحد منهم ولا من اتباعهم ، وادفني في الليل إذا هدئت العيون ونامت الابصار ، ثم توفيت عليها السلام فصاحت أهل المدينة صيحة واحدة واجتمعت نساء المهاجرين والأنصار ونساء بني هاشم في دارها فصرخن صرخة واحدة كادت المدينة تتزعزع من صراخهن وهن يقلن : يا سيدتاه يا بنت رسول الله .
واقبل الناس مثل عرف الفرس إلى علي " ع " وهو جالس والحسن والحسين ( ع ) بين يديه يبكيان ، فبكا الناس لبكائهما ، وخرجت أم كلثوم وعليها برقعة وتجر ذيلها ، متجللة برداء عليها تسحبها وهي تقول : يا أبتاه يا رسول الله الآن حقا فقدناك فقدا لا لقاء بعده ابدا ، واجتمع الناس فجلسوا وهم يرجون وينتظرون ان تخرج الجنازة فيصلون عليها .

303

نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست