نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 279
وسقطت على وجهي مغشيا علي وجعلوا يرشون الماء على وجهي ، فلما أفقت قلت لهم : ما فعل الإمام ( ع ) بعدي ؟ قال المقداد : نظرنا إليه تحت جحفته كأنه الأسد ، فمر ينظر وهو يتقرب من النار والأحجار تسقط عليه ، ثم زعق زعقة فظننت أن السماء قد وقعت على الأرض ، فأجابته الأصوات من كل جانب ، فسمعته يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وكان قد قال لنا : ان رجعت إليكم صلاة العصر وإلا فارجعوا إلى المدينة واقرؤا رسول الله ( ص ) مني السلام وأخبروه بما شاهدتم . قال قيس : فوالله لقد سمعنا ذو الفقار في كف الامام وصوته كالرعد العاصف وهو يتبع الضربة بالصيحة تتلف منها النفوس ، ونحن نقول : وعدك وعدك يامن لا يخلف الميعاد ، اللهم لا تفجع به قلب نبيك ، اللهم لا تفجع به قلب الزهراء ، اللهم لا تفجع به قلب الحسن والحسين . قال عمار : ثم انقطع عنا صوته ، وكنا نركن إلى صوته ، ثم عظم الدخان وانتشر على وجه الأرض حتى لا يرى الرجل صاحبه ، فأصغينا إلى القصر سمعنا الزبير وقام بالأبصار وإذا بنا لا نرى له أثرا ولم نسمع له صوتا . فقال الزبير يا قوم ان الرأي ان نقوم ونفتح الباب وننظر ما يكون من الإمام ( ع ) قال المسلمون : إنا لك تبع ، فأنا لم نصبر على ابن عم رسول الله ، فقام الزبير وقام المسلمون وركبوا خيولهم وجعلوا يسيرون حتى قربوا من باب القصر . قال عمار : فبينما نحن كذلك إذ خرج علينا من باب القصر ثعبان عظيم الخلقة له دوي كالرعد الزاحف ، فلما رآنا قصد إلينا فهزمنا من بين يديه وهو يطردنا حتى إذا قرب منا عارض خيولنا فأحرقها ولم يبق إلا فرس رسول الله صلى الله عليه وآله وصارت رمادا ! ثم عاد ودخل القصر على أمير المؤمنين ( ع ) . قال الزبير فلما رأينا ذلك فزعنا فزعا سديدا وآيسنا ان لا نرى الإمام عليه السلام ثم رجعنا إلى قول الله عز وجل لنبيه ان يرده إليه سالما ، فبينما نحن كذلك إذ طلع رجل من الجبل وهو يقول ادركوا صاحبكم فخذوا بثاره ! فصاح به المسلمون : أنت إبليس اللعين ، فغاب من بين أيدينا .
279
نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 279