نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 240
الفناء إلا ما أخاف ، وقد والله رقت الأجساد وذهبت الرجال ونحن بنو عبد مناف ليس لبعضنا فضل على بعض يستذل به عزيز ويسترق به حر ! فأجابه عليه السلام : أما قولك ان الحرب قد أكلت العرب إلا حشاشات أنفس بقيت ، ألا ومن أكله الحق فإلى النار ، واما طلبتك الشام فاني لم أكن لأعطيك اليوم ما منعتك أمس ، وأما استواءنا في الخوف والرضا فلست أمضي على الشك مني على اليقين وليس أهل الشام على الدنيا بأحرص من أهل العراق على الآخرة ، وأما قولك نحن بنو عبد مناف ، فكذلك نحن وليس أمية كهاشم ولا حرب كعبد المطلب ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا الطليق كالمهاجر ، ولا الصريح كاللصيق ، ولا المحق كالمبطل ، ولا المؤمن كالمدغل ، وفي أيدينا فضل النبوة التي ذللنا بها العزيز ونعشنا بها الذليل . وفوض معاوية لابن الخديج الكندي ان يكاتب الأشعث والنعمان بن بشير وان يكاتب قيس بن سعد في الصلح ، ثم انفذ عمرو وعتبة وحبيب بن مسلمة والضحاك بن قيس إلى أمير المؤمنين ( ع ) ، فلما كلموه ؟ قال أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فان يجيبوا إلى ذلك فللرشد أصبتم ، وان تابوا لم تزدادوا من الله إلا بعدا ، فقالوا قد رأينا ان تنصرف عنا فنخلي بينكم وبين عراقكم وتخلون بيننا وبين شامنا ! فقال ( ع ) لم أجد إلا القتال أو تتبعون السنة والكتاب . قال وانصرفوا ، ثم برز الأشتر وقال : سووا صفوفكم ، ونادى أمير المؤمنين ( ع ) ( قاتلوا أئمة الكفر فإنهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون ) ألا ان خضاب النساء الحناء ، وخضاب الرجال الدماء والصبر خير من عواقب الأمور ، ألا انها أحن بدرية وضغائن أحدية وأحقاد جاهلية ، ثم تقدم عليه السلام وهو يرتجز ويقول : دبوا دبيب النمل لا تفوتوا * واصبحوا في حربكم وبيتوا كما تنالوا الدين أو تموتوا * أو لا فاني طالما عصيت قد قلتموا لو جئتنا فجيت فحمل في سبعة عشر ألف رجل فكسروا الصفوف ، فقال معاوية لعمرو اليوم صبر وغدا فخر ! فقال عمرو صدقت يا معاوية ولكن الموت حق والحياة باطل ، ولو حمل علي في أصحابه حملة أخرى فهو البوار ، فقال أمير المؤمنين ( ع ) لأصحابه : ما انتظاركم ان كنتم تريدون الجنة ، فبرز أبو الهيثم بن التيهان قائلا :
240
نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 240