responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 96


شيطان ، يومئ إلى ما ذكر من العذاب النفساني ، وكذلك الكلام في الجنّة ونعيمها فإن فيها قسمين من النعم المعنوية والنعم الخارجية ولعلَّه سيجيء في الشرح ما يوضح ذلك .
وكيف كان فالنفوس الإنسانية واقعة يوم القيامة تحت نوع من أنواع الجنس السبعية والبهيمية أو الشيطانية أو الملكيّة وتحشر معه ، ولكلّ جنس منها أنواع كثيرة كما أنّ لكلّ نوع منها أفرادا غير محصورة ، وهذه الأجناس الأربعة من النفوس ، اثنتان منها عمليتان شريرتان حاصلتان من تكرر الأعمال السيّئة وهما السبعية والبهيميّة ، واثنتان منها علميّتان حاصلتان من تكرر الأفكار العلمية إحداهما شريرة وهي الشيطانيّة والأخرى خيّرة وهي الملكيّة ، وقد علمت فيما تقدم الحدّ الوسط الممدوح منها .
ثم اعلم : أنّ الإنسان قد اصطحب في عالمه ونظام خلقته شوائب أربعا ، واجتمعت عليه أربعة أوصاف : أي السبعيّة والبهيميّة والشيطانيّة والملكيّة ، فهو من حيث تسلط كلّ منها عليه يفعل أفعال نوع تكون تلك الصفة لازمة لذاته ناشئة عن حقيقته إلى أن تغلب عليه إحدى هذه الخصال والصفات ، بأن يصير خلقا له وملكة راسخة في نفسه صعبة الزوال ، فيكون الإنسان في آخر الأمر ومنتهى العمر ، حكمه حكم ذلك النوع بل تنقلب حقيقته يوم الآخر إلى حقيقة ذلك ، وتكون صورته عند الحشر بعينها صورته أي صورة ذلك النوع .
يدل على هذا ما في المحكي عنه صلَّى الله عليه وآله : " يحشر الناس على وجوه مختلفة " [1] وفي حديث طويل بسنده المتصل إلى أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال : " فإن كان لله وليّا أتاه أطيب الناس ريحا ، وأحبّهم منظرا ، وأحسنهم رياشا فقال : أبشر بروح وريحان وجنّة ونعيم ، ومقدمك خير مقدم ، فيقول له : من أنت ؟ فيقول : أنا عملك الصالح ، ثم قال عليه السّلام : وإذا كان لربّه عدوّا فإنه يأتيه أقبح من خلق زيا ، وأنتنه ريحا ، فيقول :



[1] التفسير لملا صدرا ص 284 . .

96

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست