وفي البحار [1] عن كنز الفوائد بإسناده عن عبد الله بن عجلان السكوني قال : سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول : بيت علي وفاطمة من حجرة رسول الله صلوات الله عليهم ، وسقف بيتهم عرض ربّ العالمين ، وفي قعر بيوتهم فرجة مكشوطة إلى العرش معراج الوحي ، والملائكة تنزل عليهم بالوحي صباحا ومساء وفي كل ساعة وطرفة عين ، والملائكة لا ينقطع فوجهم فوج ينزل وفوج يصعد وإن الله تبارك وتعالى كشط لإبراهيم عليه السّلام عن السماوات حتى أبصر العرض ، وزاد الله في قوة ناظره ، وإن الله زاد في قوة ناظرة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، وكانوا يبصرون العرش ولا يجدون بيوتهم سقفا غير العرش فبيوتهم مسقّفة بعرش الرحمن ومعارج معراج الملائكة والروح فوج بعد فوج لا انقطاع لهم ، وما من بيت من بيوت الأئمة منّا إلا وفيه معراج الملائكة لقول الله : تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم بكلّ أمر 97 : 4 قال : قلت : من كلّ أمر 97 : 4 - قال - بكلّ أمر 97 : 4 قلت : هذا التنزيل ، قال : نعم قوله عليه السلام فرجة مكشوطة . ففي الجمع الكشط الكشف . أقول : قد تبين هذا الحديث الذي هو من غرر أحاديثهم في أمر الولاية الإلهية الثابتة لهم عليهم السّلام معنى البيت المعنوي لهم عليهم السّلام بما لا مزيد ، حيث بيّن أن بيتهم المعنوي هو انكشاف عرض الرحمن لهم عليهم السّلام بما فيه من العلوم الإلهية وملكوت السماوات والأرض ، والروح الذي هو أعظم من جبرئيل وميكائيل والملائكة بما لها على ولي الله في أرضه ، ولهذا الحديث شرح غريب يذكر في محله ولا يفهم أحد حقيقة الإيمان حتى يمنحه الله تعالى فهمه ودركه وكشفه ، رزقنا الله ذلك بمحمد وآله الطاهرين . وأما كونهم أهل الفتوة المعبر عنه بالفارسية ( جوانمردى ) فلأجل أنهم حقيقة الإيمان التي تلازم الفتوة ، ولهذه الجهة قد سمى الله تعالى أصحاب الكهف بأنهم فتية مع أنه كان فيهم شيوخ لإيمانهم كما في الحديث .