وعليه فشيعتهم يدخلون معهم لملابستهم لهم فيما يسند إليهم مما يخصون عليهم السّلام به من الأمور المشتركة بين طينة أجسادهم عليهم السّلام وأرواح شيعتهم ، فحينئذ خواص الشيعة يدخلون في تبعية السلام على أئمته هذا في الخواص ظاهر ، وأما غيرهم فيشملهم السلام بقدر تحقق التبعية وعدم انقطاعها عنهم باطنا وظاهرا كما لا يخفى . وأما يقال : إن قصد الأعم لأجل إدخال الشيعة معهم التماسا وحكما ، لكي تشملهم الألطاف الإلهية ، فالإلحاق حينئذ حكمي بإدخال عموم الشيعة معهم للعلم بعطوفتهم عليهم السّلام لهم ، فيعطي الإذن لنا بإدخالهم في مثل هذه الموارد معهم عليهم السّلام فتأمل . وقد يقال : بأن المراد من المخاطب هو الشيعة فقط وذلك لوجهين : أحدهما : أن الزائر حين تشرفه إلى مراقدهم يرى نفسه عندما تفكَّر في حاله بنحو تقدم ذكره في غاية الذلة والخشوع والخضوع ، بحيث لا يرى نفسه أهلا لأن يخاطب مولاه الذي هو في المحل الرفيع عند الله تعالى ، فلا يقدر من نفسه أن يخاطبهم عليهم السّلام ذلة وخشوعا يخاطب شيعتهم ، كما قيل بالفارسية : < شعر > چه كسم چه كاره أم من كه رسم بعاشقانت شرف است آنكه بوسم قدم ملازمانت < / شعر > إلخ . وهذا أمر متعارف عند العرف فترى بعضهم يكتب الكتاب ، ويوجه الكلام نحو خدمة المقصود بالكتاب تعظيما له وتحقيرا لنفسه فيقول : إلى خدمة حضرة الفلاني مثلا ، وفي الفارسية قد اشتهر قولهم : خدمت بندگان حضرت آية الله مثلا ، وقد يكون هذا الخضوع لنفسه والتعظيم لمولاه عملا ، فتراه يدخل بيت مولاه فلأجل انفعاله يذهب إلى الخدمة وإلى المولى ولا يرى نفسه لمولاه حياء وذلة كذلك .