يا حبيش من سرّه أن يعلم أمحب لنا أم مبغض فليمتحن قلبه ، فإن كان يحب وليا لنا فليس بمبغض لنا ، وإن كان يبغض وليا لنا فليس بمحب لنا . إن الله تعالى أخذ الميثاق لمحبينا بمودّتنا ، وكتب في الذكر اسم مبغضنا ، نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء . وفيه عن أمالي ابن الشيخ بإسناده عن الحسين بن مصعب قال : سمعت جعفر ابن محمد عليه السّلام يقول : من أحبّنا لله وأحبّ محبنا لا لغرض دنيا يصيبها منه ، وعادى عدونا لا لإحنة [1] كانت بينه وبينه ، ثم جاء يوم القيمة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر ، غفر الله تعالى له . وفيه عن تفسير العسكري عليه السّلام ومعاني الأخبار وعيون الأخبار وعلل الشرايع المفسر بإسناده إلى أبي محمد العسكري عن آبائه عليهم السّلام قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله لبعض أصحابه ذات يوم : يا عبد الله أحب في الله وأبغض في الله ، ووال في الله وعاد في الله فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك ، ولا يجد رجل طعم الإيمان - وإن كثرت صلاته وصيامه - حتى يكون كذلك . وقد صارت مؤاخاة الناس ليومكم هذا أكثرها في الدنيا ، عليها يتوادّون ، وعليها يتباغضون ، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئا . فقال له : وكيف لي أن أعلم أني قد واليت وعاديت في الله عز وجل ومن ولي الله عز وجل حتى أواليه ؟ ومن عدوه حتى أعاديه ؟ فأشار له رسول الله صلَّى الله عليه وآله إلى علي عليه السّلام فقال : أترى هذا ؟ فقال : بلى ، قال ولي هذا ولي هذا ، فواله ، وعدو هذا عدو الله ، فعاده ، قال : وال وليّ هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك ، وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك أو ولدك . وفيه عن أمالي الصدوق عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله من سرّه أن يجمع الله له الخير كلَّه فليوال عليا بعدي وليوال أولياءه وليعاد أعداءه .