responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 33


ظهورها في النبي والولي ، فلا محالة تكون مقيدة ، قائمة بالولي ، فإن الظَّهور في الخلق مقيّد لا محالة ، وأثر للمطلق ، ومتقوم به كما علمت .
وتوضيح المرام في هذا الكلام : أن النبوة المطلقة هي النبوة الحقيقية ، الحاصلة في الأزل ، الباقية في الأبد ، حيث إنّها صفة إلهيّة ، قائمة بالحقيقة المحمدية صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ولسانها بهذا اللَّحاظ قوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم : " كنت نبيّا وآدم بين الماء والطَّين " هذا باعتبار الأصل ، وأما باعتبار ظهوره في الخلق ، لسانه قوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم " حلال محمّد صلَّى الله عليه وآله حلال إلى يوم القيامة ، وحرام محمّد صلَّى الله عليه وآله حرام إلى يوم القيامة " حيث إنّه في هذه النبوة لم يعتبر إلا الإطلاق وما هو شأن تلك الصفة الإلهيّة .
ومعلوم أنه لم يحد بحدّ ، فلا محالة تكون مطلقة ، وحاصلها : أنه لما كانت هذه النبوة صفة إلهيّة ، ظهرت في النبي الأعظم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فلا محالة تكون حقيقتها هي اطلاع النبي المخصوص بها - وهو النبي الأعظم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - على استعداد جميع الموجودات بحسب ذواتها وماهيّاتها ، ويلزمه إعطاء كلّ ذي حقّ حقّه ، الذي يطلبه بلسان استعداده من حيث الإنباء الذاتي والتعليم الحقيقي الأزلي ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : وآتاكم من كلّ ما سألتموه 14 : 34 [1] ( والله العالم ) . وصاحب هذا المقام هو الموسوم بالخليفة الأعظم ، وقطب الأقطاب ، والإنسان الكبير ، وآدم الحقيقي ، المعبّر عنه بالقلم الأعلى ، والعقل الأوّل ، والروح الأعظم . وفي الأحاديث الآتية دلالة على ثبوت هذه العناوين لصاحب هذا المقام ، وتقدم أن باطن هذه النبوة الولاية المطلقة ، وهي عبارة عن حصول مجموع هذه الكمالات بحسب الباطن في الأزل ، وبقائها إلى الأبد ، وترجع حقيقتها إلى فناء العبد في الحق ، وبقائه به . وبهذا الفناء يصير مظهرا للصفة الإلهيّة بإطلاقها ، وإليه الإشارة بقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم : " أنا وعليّ من نور واحد ، أو من



[1] إبراهيم : 34 . .

33

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست