ذاته المقدّسة لما كانت أجمل من كلّ جميل ، وأكمل من كلّ كامل بل جمال كلّ جميل ، وكمال كلّ كامل رشحة من بحر جماله وكماله كما حقق في محله . قال بعض العارفين : إنّ كلّ جمال رشح من بحر جماله ، وكلّ كمال ظلّ كماله ، فهو الحقيقة وما عداه مجازاته ، وهو السرّ وما سواه إشراقاته ، وهو الأصل وما وراءه فروعه . وما أليق بالمقام وما أحسن ما قيل - قول الشاعر : < شعر > أرأيت حسن الروض في أصالة أرأيت بدر التّم عند كماله أرأيت كأسا شيب صفو شمولها أرأيت روضا خيل خيل شماله أرأيت طيب العيش في عهد الصبي أرأيت عيش الصبّ ليل وصاله أرأيت رائحة الخزامى سحرة فغمت [1] خياشيم العليل الواله هذا وذاك وكلّ شيء رائق أخذ التجمّل من فروع جماله ملك القلوب بأسرها في أسره شغفا وسدّ عقولنا بعقاله < / شعر > والمحبة مهما كانت ، وفي أي عبد كانت ، إنما تصير فعلية إذا تعلقت بالجميل والجمال ، وهذا بعد دركه ، وبعد المعرفة به . وإلا تكون كامنة بالنسبة إلى هذا الجميل المخفيّ . فالعبد إذا لم تحصل له المعرفة به تعالى ، تكون محبته بالنسبة إليه تعالى كامنة ، فلا بد لمن أراد الوصول إلى الفناء المذكور عن النفس من تحصيل المحبّة به تعالى ، وطريق تحصيلها مذكور عند علماء السلوك ، ومن أراد الاطلاع إليها فليراجع مثل كتاب الشوق والمحبّة من المحجّة البيضاء في إحياء الإحياء للمحدث الكاشاني رضوان الله عليه ، وإجماله أنه لا تظهر هذه المحبة بالنسبة إليه تعالى إلا بالاجتناب عن المحارم ، وعمّا يضادّها ويناقضها ، قال الله تعالى : فإن الله يحبّ المتّقين 3 : 76 [2]