responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 266


بصيرة قلوبهم بالعمل الصالح ، فهم واجدون لفعلية الاستعدادت التي كانت كامنة فيهم ، فهم متمكنون من الانقطاع القلبي عن هذه النشأة الدنيويّة بأسهل وجه كما علمت من قوله عليه السّلام : " واستلانوا ما استوعره المترفون " ومن الإتيان بالوظائف ، بل لا يكاد يفتر أحد منهم من أقل هذه الأعمال الصالحة ثوابا ، ومن الإخلاص إليه تعالى حقيقة .
وبهذه المرتبة التي يأتي توضيحها وتقدّم بيانها سابقا أيضا ، يمكنهم شهود ما وراء هذه النشأة ، وشهود أنوار الجمال والجلال ، ولعمري إنّ هذه درجة تلي درجة الأنبياء ، ولذا سميت بدرجة المقربين ، لقربهم إليه تعالى ، وإلى المقربين من الأنبياء والأوصياء .
ثم إنّ هؤلاء منهم من بلغ هذه الدرجة بالتعبد من دون واجديته لسائر العلوم ، بل اكتفوا من العلم بما يصلحهم فقط ، فهؤلاء وإن كانوا كاملين ، إلا أنّهم لا يمكنهم تربية غيرهم من الناقصين ، لعدم إحاطتهم بما يربّيهم من ساير العلوم ، وأما كمال أرواحهم فلا يكاد يستفيد منه الناقص ، بل لا بدّ من الحدّ الوسط بينهما ، ليأخذ الوسط من هذا الكامل ويعطي الناقص كما لا يخفى .
ومنهم : الذين فازوا بالحسنيين فعلموا ظاهر الشرع وباطنه مع بلوغهم إلى الكمال الأقصى ، فهؤلاء هم الكاملون بقول مطلق ، ويمكن الاستفادة منهم إلا أنّهم أقلّ من الكبريت الأحمر ، ولعلَّه إلى هذه الأقسام يشير ما ذكره الشهيد ( رحمه الله تعالى ) في بيان أقسام العلماء ، فقد تقدم كلامه بتمامه فراجعه . هذه جملة من الأقسام للناس ، ولعلَّه يوجد هناك أقسام أخر متوسطات بين تلك الأقسام كما لا يخفى .
ثم إنّ الشارع لم يهمل هذه الأقسام ، بل له بالنسبة إلى أي قسم منهم خطاب يتوجه إليه ، ولكلّ منهم عمل لا يمكن حصوله من القسم السابق عليه بدون العكس ، فنرى أنّ القسم الثاني منهم يكون له من الخطابات والعتابات ما لم يكن

266

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست