لا يحتمله ويحمله على الكذب والارتداد ، أو العلوم والأعمال الغريبة التي لو أظهرها له لحملها على السحر فقتله ، أو كان يفشيه فيصير سببا لقتل سلمان . وقيل : الضمير المرفوع راجع إلى العلم ، والمنصوب إلى أبي ذر أي لقتل ذلك العلم أبا ذر ، أي كان لا يحتمله عقله فيكفر بذلك ، أو المعنى لو ألقى إليه تلك الأسرار ، وأمر بكتمانها لمات من شدّة الصبر عليها ، أو لا يتحمّل سرّه وصيانته فيظهره للناس فيقتلونه . قال رحمه الله : وعنه ما رواه الكشي بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السّلام قال : دخل أبو ذر على سلمان وهو يطبخ قدرا له ، فبينا هما يتحدثان إذا انكبّت القدر على وجهها على الأرض ، فلم يسقط من مرقها ولا من ودكها [1] ، فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شديدا ، وأخذ سلمان القدر فوضعها على حالها الأول على النار ثانية ، وأقبلا يتحدثان ، فبيناهما يتحدثان إذا انكبّت القدر على وجهها ، فلم يسقط منها شيء من مرقها ولا ودكها . قال : فخرج أبو ذر وهو مذعور من عند سلمان ، فبينما هو متفكر إذ لقى أمير المؤمنين عليه السّلام على الباب ، فلما أبصر به أمير المؤمنين عليه السّلام قال له : يا أبا ذر ، ما الذي أخرجك من عند سلمان ، وما الذي ذعرك ؟ فقال أبو ذر : يا أمير المؤمنين رأيت سلمان صنع كذا وكذا ، فعجبت من ذلك ، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : يا أبا ذر إنّ سلمان لو حدّثك بما يعلم لقلت : رحم الله قاتل سلمان ، إنّ سلمان باب الله في الأرض ، من عرفه كان مؤمنا ، ومن أنكره كان كافرا ، وإنّ سلمان منّا أهل البيت . وروى خطبة لسلمان ( رضوان الله تعالى عليه ) قال فيها : فقد أوتيت العلم كثيرا ، ولو أخبرتكم بكلّ ما أعلم لقالت طائفة : لمجنون ، وقالت طائفة أخرى : اللَّهمّ اغفر لقاتل سلمان .