مقدمة الشرح : اعلم أنّ هذه الزيارة وإن كانت لها جهات من الشرح من حيث السند ، ومن حيث الفصاحة اللفظية والبلاغة المعنوية ، ومن حيث التفسير حسب المعاني العرفية لألفاظها إلا أنّنا لم نتعرض في هذا الشرح إلا إلى جهة الحقائق المعنوية والدقائق والإشارات التي عبّروا عليهم السّلام عنها بهذه الألفاظ . فلعمري ، قلّ من تفطن لها من هذه الجهة ، ومن حيث إنها المراد لهم عليهم السّلام ، لأن الولاية وما لها من الشؤون لا يكاد يصل إليها فهم ذوي العقول السليمة فضلا عن غيرهم ، بل اختصت بهم عليهم السّلام وربما منح الله تعالى بعضها لمن أراد أن يشرح صدره للإسلام : وقد تعرضنا في هذا الشرح إلى تلك الحقائق والدقائق المعنوية حسب فهمنا القاصر ، ومنه تعالى نستمد التوفيق لذلك . ثم إنّ الداعي لهذا الشرح هو وقوع الفتن في هذه الأزمنة الفاسدة ، التي شاع فيها فساد الأعمال والأخلاق مضافا إلى فساد العقائد ، إلى أن صار الأمر إلى