responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 158


وطيب المذاق ، كما هو المرائي منهم ، بل غاية ما يستفاد منها أنّها مما تعدّ السالك لسلوك سبيل المعرفة والوصول إلى الأسرار ، إن كان مقتديا بطريق الأبرار ، متّصفا بصفات الأخيار .
وليعلم أنّ معرفة الله وعلم المعاد ، وعلم طريق الآخرة وفقه الأنوار ليس المراد منها مجرد الاعتقاد الذي يتلقّاه العامي [1] أو الفقيه وراثة وتلفّقا [2] فإن المشغوف بالتقليد والجامد على الصورة لن ينفتح له طريق الحقائق كما ينفتح للكرام الإلهيّين ، ولا يتمثل له ما ينكشف للعارفين المستصغرين بعالم الصورة ، من معرفة الخلائق وحقيقة الحقائق .
واعلم أنّ الآيات القرآنية وأحاديث أهل بيت العصمة والطهارة مطبقة على الأمر بالتفكر في الآيات الإلهية ، والآيات الآفاقيّة والأنفسيّة . فينبغي للسالك الطالب أن يسير بفكره فيها ليتبصّر في المعارف الإلهية .
ولعمري أنه بهذه الأفكار ينفتح باب المشاهدة وطريق المكاشفة ، وبهما يفرّق بين العلماء الظاهرين والعلماء الربانيين ، وهذه عقبة قلّ من اقتحمها من العلماء ، فوقف كثير منهم دونها ، ولم يصلوا إلى باب المشاهدة والمكاشفة ، لتركهم السير الفكري . ولعمري إنّ شرّ الأزمنة زمان انسدّت فيه هذه الأبواب .
واعلم أنّ العالم ناقص في كماله إلا إذا انفتح في قلبه هذا الباب ، فكما أنّ العالم إذا لم يكن له قوّة بحثية فلا محالة يكون ناقصا في العلم ، فكذلك الباحث السالك الطالب إذا لم تكن له مشاهدة ومكاشفة من آيات الحقّ ومن أبواب الملكوت ، يكون ناقصا غير معتبر في المعارف الإلهية ، ولا مستنطق من القدس بنطق إلهيّ وإلهام ربوبي ووارد قلبي .
واعلم أنه إذا مات الإنسان لم يبق له إلا ما كاشفه وشاهده بقلبه ، بحيث صارت



[1] العامّي : الذي لا يبصر طريقه . .
[2] تلفّق الشيء : تناوله بسرعة تلفّق ما بينهم : تلاءم . .

158

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست