responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 100


الباطنيّة من الرياسة والحكومة ، كيف لا تكون كذلك ، وهذه اللذات الباطنية الماديّة محفوفة بمكاره ، ومحدودة بزمان معين موجب لنقص في اللذة للعلم بزوالها ، فأين هذه من اللذة بمعرفته تعالى التي هي خالصة من كلّ نقص وزوال ؟ ولأجل هذا ترى العارف بها يؤثر التفرد عن الخلق ، والخلوة مع الحقّ بالتبتل والفكر والذكر على الدوام وبترك الرياسات ، الباطلة لعلمه بفنائها ويستحقر الخلق الطالبين لها .
ثم إنه في تفرده مضافا إلى لذّاته يشتغل بالالتذاذ بالحكمة والمعرفة با لله ، ومطالعة صفات جلاله وجماله ويرى بقلبه ملكوت أفعاله ، ونظام مملكته من أعلى عليين إلى أسفل سافلين ، ثم إنه يلتذّ بها دائما لا يقطعها الموت ، فإنه لا يهدم محل المعارف الإلهية أعني الروح الذي هو أمر نوراني سماوي بل يصفيها لزوال موجبات المكدّرات بالموت كما لا يخفى .
وإلى ما ذكر يشير ما في روضة الكافي مسندا عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبد الله عليه السّلام : لو يعلم الناس ما في فضل معرفة الله عزّ وجلّ ، ما مدّوا أعينهم إلى ما متع به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا ونعيمها ، وكانت دنياهم أقل عندهم مما يطأون بأرجلهم ، ولنعّموا بمعرفته عزّ وجلّ ، وتلذّذوا بها تلذّذ من لم يزل في روضات الجنان مع أولياء الله . إنّ معرفة الله عزّ وجلّ أنس من كلّ وحشة ، وصاحب من كلّ وحدة ونور من كل ظلمة ، وقوة من كلّ ضعف ، وشفاء من كلّ سقم .
ثم قال عليه السّلام : قد كان قبلكم قوم يقتلون ويحرقون وينشرون بالمناشير ، وتضيّق عليهم الأرض برحبها ، فما يردّهم عما هم عليه شيء مما هم فيه من غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم ، ولا أذى مما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا با لله العزيز الحميد ، فاسألوا ربّكم درجاتهم ، واصبروا على نوائب دهركم تدركوا سعيهم [1] ( روضة رواية 347 ) .



[1] الكافي ، رواية 347 . .

100

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست