تقسيم آخر للولاية : قد تطلق الولاية المطلقة على الولاية العامّة ، التي تعمّ المؤمنين ، وقد تقدم بيانها ، وقد تطلق الولاية المحمدية على الولاية الخاصّة . وبعبارة أخرى : أن الولاية المقيّدة التي هي تجلّ خاص بالاسم الخاص ، قد تسمى بالولاية الخاصّة ، في قبال الولاية المطلقة العامة ، التي تكون للمؤمنين على اختلافهم . فلا تغفل في موارد إطلاقات الولاية . فصل : قد تقدم أن الولاية صفة الهيّة ، وشأن من الشؤون الذاتيّة ، التي تقتضي الظهور ، وقد أشار إليه بقوله تعالى : وهو الوليّ الحميد 42 : 28 فقوله تعالى : الولي ، إشارة إلى ولايته تعالى ، وصفته الإلهيّة ، وقد علمت معنى اقتضائها للظهور ، وعلمت أيضا أن هذه الولاية التي مرجعها إلى القرب ، إمّا يلاحظ بلحاظ قربه تعالى إلى الأشياء ، وإما بلحاظ قرب العبد إليه تعالى ، والثاني هو القرب الحاصل للعباد ، الموجب لكونهم أولياءه تعالى على حسب درجاتهم وقد تقدمت أقسامها . وأما الأول ، وهو قربه تعالى إلى الأشياء ، فهو صفة عامة بالقياس إلى ما سوى الله ، لاستواء نسبته تعالى إلى الأشياء ، كما تقدم عن موسى بن جعفر عليه السّلام استوى على كلّ شيء فليس شيء أقرب إليه من شيء . إذا علمت هذا فنقول : إن هذه الصّفة الإلهيّة والشأن الذاتي لها اعتباران : اعتبار بالنسبة إلى الذات المقدّسة ، فهي بهذا الاعتبار قائمة بذاته تعالى ، حيث إنها من شؤون الذات ، واسم له جامع للأسماء . واعتبار بالنسبة إلى الأشياء ، فهي بهذا الاعتبار لها صورة تكون مظهرا لتلك الصفة الذاتية ، والشأن الإلهي والاسم الجامع ، وهي أن هذه الصورة عامة شاملة لجميع ما سوى الله تعالى ، ومعنى شمولها له أنها - أي هذه الصورة - هي صورة جميع ما سوى الله تعالى ، وليست هذه الصورة