responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الشيري )    جلد : 1  صفحه : 172


وتناشدون الأشعار ، تربت أيديكم ، وقد نسيتم الحرب واستعدادها ، وأصبحت قلوبكم فارغة عن ذكرها ، وشغلتموها بالأباطيل والأضاليل ، ويحكم ! اغزوا عدوكم قبل أن يغزوكم ، فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا ، وأيم الله ما أظنكم تفعلون حتى يفعل بكم ! وأيم الله لوددت أني قد رأيتهم فلقيت الله على نيتي وبصيرتي ، فاسترحت من مقاساتكم ومداراتكم ، ويحكم ! ما أنتم إلا كإبل جامحة ضل عنها رعاؤها ، فكلما ضمت [2] من جانب ، انتشرت من جانب ، والله لكأني أنظر إليكم وقد حمي الوطيس ، لقد انفرجتم عن علي ، انفراج الرأس ، وانفراج المرأة عن قبلها .
فقام إليه الأشعث بن قيس الكندي ، فقال : يا أمير المؤمنين فهلا فعلت كما فعل عثمان ؟ قال له علي : ويلك وما فعل عثمان ، رأيتني عائذا بالله من شر ما تقول ، والله إن الذي فعل عثمان لمخزاة على من لا دين له ، ولا حجة معه ، فكيف وأنا على بينة من ربي ، والحق معي ، والله إن امرأ أمكن عدوه من نفسه ، فنهش عظمه ، وسفك دمه ، لعظيم عجزه ، ضعيف قلبه . أنت يا بن قيس فكن ذلك ، فأما أنا فوالله دون أن أعطي ذلك ضرب بالمشرفي [3] ، يطير له فراش الرأس ( 2 ) ، وتطيح منه الأكف والمعاصم ( 5 ) ، وتجد به الغلاصم ويفعل الله بعد ذلك ما يشاء . والله يا أهل العراق ، ما أظن هؤلاء القوم من أهل الشام إلا ظاهرين عليكم ، فقالوا : أبعلم تقول ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : نعم ، والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة ، إني أرى أمورهم قد علت ، وأرى أموركم قد خبت ، وأراهم جادين في باطلهم ، وأراكم وانين في حقكم ، وأراهم مجتمعين ، وأراكم متفرقين ، وأراهم لصاحبهم معاوية مطيعين ، وأراكم لي عاصين . أما والله لئن ظهروا عليكم بعدي لتجدنهم أرباب سوء ، كأنهم والله عن قريب قد شاركوكم في بلادكم ، وحملوا إلى بلادهم منكم ، وكأني أنظر إليكم تكشون كشيش


( 1 ) عزين جمع عزة وهي الجماعة .
[2] في النهج : جمعت .
[3] المشرفي نسبة إلى مشارف بلد بالشام ، وفيها تصنع السيوف المشرفية . ( 4 ) فراش الهام في النهج . يعني العظام الرقيقة التي تلي القحف . ( 5 ) في النهج : وتطيح السواعد والأقدام .

172

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الشيري )    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست