responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الشيري )    جلد : 1  صفحه : 130


فأنا لا أنسى قتل عثمان . فكتب إليه أبو أيوب : إنه لا تنسى الشيباء ثكل ولدها ، وضربتها مثلا لقتل عثمان ، فما نحن وقتلة عثمان ؟ إن الذي تربص بعثمان ، وثبط أهل الشام عن نصرته لأنت ، وإن الذين قتلوه غير الأنصار ، والسلام .
ما خاطب به النعمان بن بشير قيس بن سعد قال : وذكروا أن النعمان بن بشير الأنصاري وقف بين الصفين [1] ، فقال : يا قيس بن سعد ، أما أنصفكم من دعاكم إلى ما رضي لنفسه ، إنكم يا معشر الأنصار أخطأتم في خذل عثمان يوم الدار ، وقتلكم أنصاره يوم الجمل ، وإقحامكم على أهل الشام بصفين ، فلو كنتم إذ خذلتم عثمان خذلتم عليا ، كان هذا بهذا ، ولكنكم خذلتم حقا ، ونصرتم باطلا ، ثم لم ترضوا أن تكونوا كالناس ، حتى أشعلتم الحرب ، ودعوتم إلى البراز ، فقد والله وجدتم رجال الحرب من أهل الشام سراعا إلى برازكم ، غير أنكاس عن حربكم ، ثم لم ينزل بعلي أمر قط إلا هونتم عليه المصيبة ، ووعدتموه الظفر ، وقد والله أخلفتموه ، وهان عليكم بأسكم ، وما كنتم لتخلوا به أنفسكم ، من شدتكم في الحرب ، وقدرتكم على عدوكم ، وقد أصبحتم أذلاء على أهل الشام ، لا يرون حربكم شيئا ، وأنتم أكثر منهم عددا ومددا ، وقد والله كاثروكم بالقلة ، فكيف لو كانوا مثلكم في الكثرة ؟ والله لا تزالون أذلاء في الحرب بعدها أبدا ، إلا أن يكون معكم أهل الشام ، وقد أخذت الحرب منا ومنكم ما قد رأيتم ، ونحن أحسن بقية ، وأقرب إلى الظفر ، فاتقوا الله في البقية .
فضحك قيس وقال : والله ما كنت أراك يا نعمان تجترئ على هذا المقام [2] ، أما المنصف المحق فلا ينصح أخاه من غش نفسه ، وأنت والله الغاش لنفسه ، المبطل فيم انتصح غيره ، أما ذكرك عثمان فإن كان الإيجاز يكفيك فخذه ، قتل عثمان من لست خيرا منه ، وخذله من هو خير منك ، وأما أصحاب الجمل فقاتلناهم على النكث ، وأما معاوية فلو اجتمعت العرب على بيعته



[1] لم يكن مع معاوية من الأنصار غيره ومسلمة بن مخلد وكان معاوية قد أغضبهما وهما أن ينصرفا إلى قومهما ثم استرضاهما ، وزجا معاوية النعمان أن يكلم قيس بن عبادة ويسأله السلم ( أنظر وقعة صفين ص 448 وقد ذكر الخبر فيها باختلاف وزيادة ) .
[2] في وقعة صفين : على هذه المقالة

130

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الشيري )    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست