responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 94


منع معاوية الماء من أصحاب علي قال : وذكروا أنه لما نزل معاوية بصفين ، بعث أبا الأعور بمن معه ، ليحولوا بينهم وبين الفرات ، وأن أهل العراق لما نزلوا بعثوا غلمانهم ليستقوا لهم من الفرات ، فحالت خيل معاوية بينهم وبين الماء ، فانصرفوا ، فساروا إلى علي ، فأخبروه فقال علي للأشعث : اذهب إلى معاوية ، فقل له : إن الذي جئنا له غير الماء ، ولو سبقناك إليه لم نحل بينك وبينه ، فإن شئت خليت عن الماء ، وإن شئت تناجزنا عليه وتركنا ما جئنا له . فانطلق الأشعث إلى معاوية ، فقال له إنك تمنعنا الماء وأيم الله لنشربنه ، فمرهم يكفوا عنه قبل أن نغلب عليه ، والله لا نموت عطشا وسيوفنا على رقابنا . فقال معاوية لأصحابه : ما ترون ؟ فقال رجل منهم : نرى أن نقتلهم عطشا ، كما قتلوا عثمان ظلما . فقال عمرو بن العاص : لا تظن يا معاوية أن عليا يظمأ وأعنة الخيل بيده ، وهو ينظر إلى الفرات ، حتى يشرب أو يموت دونه ، خل عن القوم يشربوا . فقال معاوية : هذا والله أول الظفر ، لا سقاني الله من حوض الرسول إن شربوا منه ، حتى يغلبوني عليه . فقال عمرو : وهذا أول الجور ، أما تعلم أن فيهم العبد والأجير والضعيف ومن لا ذنب له ؟ لقد شجعت الجبان ، وحملت من لا يريد قتالك على قتالك .
غلبة أصحاب علي على الماء قال : وذكروا أن معاوية لما غلب على الماء اغتم علي لما فيه الناس من العطش ، فخرج ليلا والناس يشكون بعضهم إلى بعض ، مخافة أن يغلب أهل الشام على الماء ، فقال الأشعث :
يا أمير المؤمنين ، أيمنعنا القوم الماء وأنت فينا ومعنا السيوف ؟ خل عنا وعن القوم ، فوالله لا أرجع إليك حتى أرده ، أو أموت دونه ، وأمر الأشتر أن يعلو الفرات في الخيل ، حتى آمره بأمري . فقال علي : ذلك لك . فانصرف الأشعث ، فنادى في الناس : من كان يريد الماء فميعاده الصبح ، فإني ناهض إلى الماء ، فأجابه بشر كثير ، فتقدم الأشعث في الرجالة ، والأشتر في الخيل ، حتى وقفا على الفرات ، فلم يزل الأشعث في الرجالة يمضي ، حتى خالط القوم ، ثم حسر عن رأسه ، فنادى : أنا الأشعث بن قيس ، خلوا عن الماء . فقال أبو الأعور : أما والله قبل أن تأخذنا وإياكم السيوف فلا . فقال الأشعث : أظنها والله قد دنت منا ومنكم . قال :
وبعث الأشعث إلى الأشتر أن أقحم الخيل ، فأقحمها الأشتر ، حتى وضع سنابكها في الفرات ، وحمل الأشتر في الرجالة ، فأخذت القوم السيوف فانكشف أبو الأعور وأصحابه ، وبعث الأشتر إلى علي : هلم يا أمير المؤمنين ، قد غلب الله لك على الماء ، فلما غلب أهل العراق على

94

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست