responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 174


لا يجدون مثلنا ، وما أغرانا بهم إلا أنا لا نجد مثلهم ، كما قال القائل : مالك تظلمني ؟ قال :
لا أجد من أظلم غيرك . ووالله إن ابنه لخير أهله ، أعد طعامك يا غلام . قال : فما رفع الخوان حتى جاء رسول خالد بن الحكم إلى ابن عباس ، أن انطلق فبايع . فقال للرسول : أقرئ الأمير السلام ، وقل له : والله ما بقي في ما تخافون ، فاقض من أمرك ما أنت قاض ، فإذا سهل الممشى وذهبت حطمة الناس ، جئتك ففعلت ما أحببت . قال : ثم أقبل علينا فقال :
مهلا معشر قريش ، أن تقولوا عند موت معاوية : ذهب جد بني معاوية ، وانقطع ملكهم ، ذهب لعمر الله جدهم ، وبقي ملكهم وشرها بقية هي أطول مما مضى ، إلزموا مجالسكم وأعطوا بيعتكم . قال : فما برحنا حتى جاء رسول خالد فقال : يقول لك الأمير : لا بد لك أن تأتينيا . قال : فإن كان لا بد ، فلا بد مما لا بد منه ، يا نوار هلمي ثيابي ، ثم قال :
وما ينفعكم إتيان رجل إن جلس لم يضركم ؟ قال : فقلت له : أتبايع ليزيد ، وهو يشرب الخمر ، ويلهو بالقيان ، ويستهتر بالفواحش ؟ قال : مه ، فأين ما قلت لكم ؟ وكم بعده من آت ممن يشرب الخمر ، أو هو شر من شاربها ، أنتم إلى بيعته سراع ؟ أما والله إني لأنهاكم ، وأنا أعلم أنكم فاعلون ما أنتم فاعلون ، حتى يصلب مصلوب قريش بمكة ، يعني عبد الله بن الزبير .
كتاب يزيد بالبيعة إلى أهل المدينة قال : وذكروا أن نافع بن جبير قال : إني بالشام يوم موت معاوية ، وكان يزيد غائبا ، واستخلف معاوية الضحاك بن قيس بعده ، حتى يقدم يزيد ، فلما مات معاوية خرج الضحاك على الناس ، فقال : لا يحملن اليوم نعش أمير المؤمنين إلا قرشي : قال : فحملته قريش ساعة .
ثم قال أهل الشام : أصلح الله الأمير . اجعل لنا من أمير المؤمنين نصيبا في موته ، كما كان لنا في حياته . قال : فاحملوه ، فحملوه ، وازدحموا عليه ، حتى شقوا البرد الذي كان عليه صدعين [1] .
قال : فلما قدم يزيد دمشق بعد موت أبيه إلى عشرة أيام ، كتب إلى خالد بن الحكم ، وهو عامل المدينة : أما بعد ، فإن معاوية بن أبي سفيان ، كان عبدا استخلفه الله على العباد ، ومكن له في البلاد وكان من حادث قضاء الله جل ثناؤه ، وتقدست أسماؤه فيه ، ما سبق في الأولين والآخرين لم يدفع عنه ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، فعاش حميدا ، ومات سعيدا ، وقد قلدنا الله عز وجل ما كان إليه ، فيا لها مصيبة ما أجلها ، ونعمة ما أعظمها ، نقل الخلافة ، وفقد الخليفة ، فنستوزعه [2] الشكر ، ونستلهمه الحمد ، ونسأله الخيرة في الدارين معا ،



[1] صدعين : نصفين .
[2] نستوزعه : نطلب منه إلهام الشكر ، ومن ذلك قوله تعالى ( رب أوزعني أن أشكر نعمتك ) .

174

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست