responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 158


قال : حتى إذا كان بالجرف لقيه الحسين بن علي ، وعبد الله بن عباس ، فقال معاوية :
مرحبا بابن بنت رسول الله وابن صنو أبيه ، ثم انحرف إلى الناس ، فقال : هذان شيخا بني عبد مناف ، وأقبل عليهما بوجهه وحديثه ، فرحب وقرب ، وجعل يواجه هذا مرة ، ويضاحك هذا أخرى ، حتى ورد المدينة ، فلما خالطها لقيته المشاة والنساء والصبيان ، يسلمون عليه ويسايرونه إلى أن نزل ، فانصرفا عنه فمال الحسين إلى منزله ، ومضى عبد الله بن عباس إلى المسجد فدخله .
وأقبل معاوية ومعه خلق كثير من أهل الشام ، حتى أتى عائشة أم المؤمنين فاستأذن عليها فأذنت له وحده ، ولم يدخل عليها معه أحد ، وعندها مولاها ذكوان . فقالت عائشة :
يا معاوية ، أكنت تأمن أن أقعد لك رجلا فأقتلك كما قتلت أخي محمد بن أبي بكر ؟ فقال معاوية : ما كنت لتفعلي ذلك ، قالت : لم ؟ قال : لأني في بيت آمن ، بيت رسول الله . ثم إن عائشة حمدت الله وأثنت عليه ، وذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكرت أبا بكر وعمر ، وحضته على الاقتداء بهما ، والاتباع لأثرهما ، ثم صمتت . قال :
فلم يخطب معاوية ، وخاف أن لا يبلغ ما بلغت ، فارتجل الحديث ارتجالا ، ثم قال : أنت - والله يا أم المؤمنين - العالمة بالله وبرسوله ، دللتنا على الحق ، وحضضتنا على حظ أنفسنا ، وأنت أهل لأن يطاع أمرك ، ويسمع قولك ، وإن أمر يزيد قضاء من القضاء ، وليس للعباد الخيرة من أمرهم ، وقد أكد الناس بيعتهم في أعناقهم ، وأعطوا عهودهم على ذلك ومواثيقهم ، أفترين أن ينقضوا عهودهم ومواثيقهم ؟ فلما سمعت ذلك عائشة علمت أنه سيمضي على أمره ، فقالت : أما ما ذكرت من عهود ومواثيق ، فاتق الله في هؤلاء الرهط ، ولا تعجل فيهم ، فلعلهم لا يصنعون إلا ما أحببت ، ثم قام معاوية ، فلما قام قالت عائشة :
يا معاوية ، قتلت حجرا وأصحابه العابدين المجتهدين . فقال معاوية . دعي هذا ، كيف أنا في الذي بيني وبينك في حوائجك ؟ قالت : صالح ، قال : فدعينا وإياهم حتى نلقي ربنا ، ثم خرج ومعه ذكوان ، فاتكأ على يد ذكوان ، وهو يمشي ويقول : تالله إن رأيت كاليوم قط خطيبا أبلغ من عائشة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم مضى حتى أتى منزله .
فأرسل إلى الحسين بن علي ، فخلا به ، فقال له : يا بن أخي ، قد استوثق الناس لهذا الأمر ، غير خمسة نفر من قريش ، أنت تقودهم يا بن أخي ، فما أر بك إلى الخلاف ؟ قال الحسين : أرسل إليهم ، فإن بايعوك كنت رجلا منهم ، وإلا لم تكن عجلت علي بأمر .
قال : وتفعل ؟ قال : نعم ، قال : فأخذ عليه أن لا يخبر بحديثهما أحدا ، فخرج ، وقد

158

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست