responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 113


اختلاف أهل العراق في الحكمين قال : وذكروا أن عليا لما استقام رأيه على أن يرسل عبد الله بن عباس مع عمرو بن العاص ، قام إليه الأشعث بن قيس ، وشريح بن هانئ ، وعدي ابن حاتم ، وقيس بن سعد ، ومعهم أبو موسى الأشعري ، فقالوا : يا أمير المؤمنين هذا أبو موسى الأشعري وافد أهل اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصاحب مغانم أبي بكر ، وعامل عمر بن الخطاب ، وقد عرضنا على القوم ابن عباس فزعموا أنه قريب القرابة منك ، ضنين في أمرك ، وأيم الله لو لقيت به عمرا لأخذ بصره ، وغم صدره . ولكن الناس قد رضوا برجل يثق أهل العراق وأهل الشام بتقيته . فتكلم شبيب بن ربعي ، فقال إنا والله وإن خفنا على أبي موسى من عمرو ما لا يخافه أهل الشام على عمرو من أبي موسى ، فلعل ما خفناه لا يضرنا ، ولعل ما رجوا لا ينفعهم ، فإن قلت في أبي موسى ضعف فضعفه وتقاه خير من قوة عمرو وفجوره ، فأغلق به البلاء ، وافتح به العافية . ثم تكلم ابن الكواء فقال : يا أمير المؤمنين ، إنك أجبت الله وأجبناك ، ولكنا نقول : الله بيننا وبينك ، إن كنت تخشى من أبي موسى عجزا فشر من أرسلت الخائن العاجز ، ولست تحتاج من عقله إلا إلى حرف واحد ، أن لا يجعل حقك لغيرك ، فيدرك حاجته منك . ثم قال لأبي موسى : اعلم أن معاوية طليق الإسلام ، وأن أباه رأس الأحزاب ، وأنه ادعى الخلافة من غير مشورة ، فإن صدقك فقد حل خلعه ، وإن كذبك فقد حرم عليك كلامه ، وإن ادعى أن عمر وعثمان استعملاه ، فلقد صدق ، استعمله عمر وهو الوالي عليه بمنزلة الطبيب من المريض ، يحميه ما يشتهي ، ويوجره [1] ما يكره ، ثم استعمله عثمان برأي عمر وما أكثر من استعملا ممن لم يدع الخلافة ، واعلم أن لعمرو مع كل شئ يسرك خبرا يسوؤك ، ومهما نسيت فلا تنس أن عليا بايعه الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان ، وأنها بيعة هدى ، وأنه لم يقاتل إلا عاصيا أو ناكثا . فقال أبو موسى : رحمك الله ، أما والله ما لي إمام غير علي ، وإني لواقف عندما رأى ، ولرضاء الله تعالى إلى من رضاء الناس ، وما أنا وأنت إلا بالله تعالى .
ما قال أهل الشام لأهل العراق قال : وذكروا أن أهل الشام قالوا لأهل العراق : أعطونا رجالا نسميهم لكم ، يكونوا شهودا على ما يقوله صاحبنا وصاحبكم ، بيننا وبينكم صحيفة ، فقال علي : سموا من أحببتم ،



[1] يوجره : يسقيه ، والمراد هنا يحمله على ما يكره .

113

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست