نام کتاب : الامامة والحكومة نویسنده : محمد حسين الأنصاري جلد : 1 صفحه : 41
فلا بد من تصريح وتوضيح وبيان له ولحجيته . وإذا ألقينا السمع باصرين فلا يعدو الاجماع عن أن يكون بمنزلة ( الخبر الواحد ) ، أو بمنزلة حكم الخبر الواحد . والخبر الواحد كما نعلم لا يفيد إلا ظنا . والظن لا يغني من الحق شيئا . فإذا قلنا أن الإمامة من أصول الدين فالامر فيها واضح ، إذ لا يكون - الظن - فيها حجة أصلا ، لأنها كما نعلم يجب أن تكون مستندة على امر وعلم قطعي ، وهو ليس كذلك . وإذا قلنا أن الإمامة فرع من فروع الدين فكذلك ، وذلك لأنه لا يكون الظن فيها حجة ما لم يقم دليل معتبر يبين حجية ذلك الظن بالخصوص من الكتاب والسنة كما قلنا أولا ، أو بعد قبول حجية العقل أيضا عن طريقهما في هذه الأمور ، والعقل لا يقول بحجية الظن أصلا وخاصة في مثلها ، إلا عند الانسداد والدليل موجود فلا انسداد ، ولا دليل معتبر على حجيته لا من الكتاب ولا من السنة ، فالنتيجة تكون عدم حجية الاجماع بأي حال من الأحوال . ب - الشورى . ج - البيعة . والكلام المتقدم كله أو جله يأتي فيهما فلا نعيد [1] . بقي شئ : لو تنزلنا وقلنا بحجيتها وإن كان ذلك أشبه بالمستحيل لما بين أيدينا من أدلة قدمها القوم ويقدمونها لا تقوى على النهوض ، وكأنهم بعملهم هذا يطرقون على حديد بارد ، يريدون بذلك بعث الحياة فيه ، وما هو بذي حياة ، ولا هم بباعثين .