إعدادية فقط ، والمتكلمون ذكروا بأن سنة الله جل وعلى قد جرت على أنه إذا أدركت تلك المقدمات فإنها تكون معدة لإفاضة النتيجة على الإنسان . وهذه الإفاضة من العقول العالية على العقل البشري النازل . والذي أوقع البعض في هذا الوهم هو عدم التخلف وغفلوا عن أن هذا لا ينحصر بالعلية ، وقد ذكر الحق سبحانه في أمثال الفلاح الذي يقوم بعملية الزرع حيث نص سبحانه على ان وظيفته ليست إفاضة وجود الشجرة على البذرة بل يقوم الفلاح بالإعداد عن طريق تهيئة التربة ووضع البذرة وريّها أما المفيض لوجود هذا النبات هو الحق سبحانه ( أأَنتُمْ تَزرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ) وقد أثبت الفلاسفة ان الجسم لا يمكن ان يُفيض صورة جسمية أخرى . وهكذا الارتباط بين النتيجة والحكم والاذعان فالوظيفة التي يقوم بها العقل العملي هو الاذعان بالنتيجة فهذا هو الحالة الطبيعية وهي بذلك تكون معدة لحصول ذلك الاذعان وليست علة . 4 - ان ما ذكرناه سابقا في تسلسل عملية الادراك في الجهاز الوجودي للانسان هي الحالة الطبيعية والتي بمقتضاها ينصاع الأسفل إلى الأعلى ، وتمارس القوى العليا هيمنتها على القوى النازلة ، وتنساب عملية الفكر والادراك في هذه المراحل المتسلسلة . لكن هذا التسلسل لعملية الادراك يواجه عوائق وموانع تمنع عن حصول الادراك الصحيح وتمنع من خروج التصرف الصحيح طبقا للادراك الصحيح ، وتؤدي هذه العوائق إلى قلب عملية التفكير حيث تسيطر القوى النازلة على القوى العالية وتتحكم بإدراكاتها بمعنى ان ما ندركه هو ما يحقق كمالات تلك القوى ، فيندفع الإنسان حينئذ إلى تحقيق شهواته واشباع رغباته الفتاكة . ومن هذه الأمراض [1] : مرض الجُربزة وهي مقابل للبلادة وهي البطء الشديد في ادراك النتائج بعد