* ان الفاعل الإرادي لا يتكامل إلا بتوسط إرادته . * ان الإرادة لا تسعى إلى تحصيل ما هو متحقق بالفعل لأنه تحصيل للحاصل . لكن نختلف مع العلامة في تحديد القضايا الحقيقية ، فقد ذكر ان كل ما ليس له تحقق خارجي فعلي فهو قضية اعتبارية ، وهذا غير صحيح وغفلة منه ( قدس سره ) ، وذلك لأن القضية الحقيقة لا تساوي القضية الخارجية بل هي تشمل ما يكون الموضوع فيها حاك عن وجودات في ظرف الاستقبال ، وما تكون حاكية عن وجود تقديري ، وما تكون حاكية عن موضوعات ممتنعة وهي القضايا غير البتية التي ليس فيها سوى فرض الوجود وهذا أمر متسالم عليه ، وبناء عليه فإن القضية التي يتصورها العقل ويحكم بها العقل العملي هي غير حاصلة في الخارج فعلاً لكنها ليست اعتباراً محضا بل تكون قضية حقيقية . 2 - لقد حصر العلامة ( رحمه الله ) الحاجة إلى الاعتبار لأنه مولد للإرادة وهذا غير صحيح بل ان الحاجة للاعتبار هو أمر آخر ذكره المتكلمون والأصوليون حاصله : ان الإرادة تنبعث من مدركات العقل العملي ومدركات العقل العملي هي من الكليات الفوقانية كحسن العدل وقبح الظلم ، ومن هذه المدركات التي تمثل رأس مال العقل العملي ينطلق في سلسلة ادراكاته ، وكذلك يستطيع ادراك الكليات القريبة وفوق المتوسطة كحسن الصدق وقبح الكذب ، أما الكليات النازلة والجزئيات الحقيقية فإن العقل العملي لا يصل إليها كما في قبح القمار ، ونكاح الشغار ، ناهيك عن الجزئيات الحقيقية المتكثرة وغير المتناهية ، من هنا يحتاج إلى ضابطة تكون كاشفة عن حسن هذه الأمور وقبحها وهذه الضابطة تكون بالاعتبار ، فالاعتبار وظيفته الكشف عن الحقائق وما تخبئه من حسن وقبح ، وحينئذ الإرادة تنطلق من هذا الاعتبار الكاشف لا من كونه اعتباراً محضاً . والاعتبار انما يكون كاشفا صائباً للواقع في حال صدوره من العقل اللا محدود