- ما ثبت بالقطع من الوحي المحمدي يعتبره فلاسفة العهد الاسلامي وسطاً برهانيا وذلك لأن الشريعة الحقة ثبتت بالبرهان وكذلك ثبتت القدرة الغيبية بالبرهان ، ومع ذلك لا يختلط علم الكلام بالفلسفة لأن الأول يعتمد التعبد الظني أيضا . - ان كثيرا من روايات المعارف ذكر فيها الاستدلال العقلي فالعمل بها لا يكون من باب التعبد بالنقل بل يكون عقليا وبرهانيا أيضاً . 2 - أما العقل العملي فقد عرفوه بأنه القوة المدركة للقضايا التي ينبغي ان يقع العمل عليها . ومنذ القدم بزغ الخلاف في ان العقل العملي والنظري قوتان مختلفتان أم إنهما قوة واحدة والاختلاف بينهما من حيث المدركات والصحيح إنهما قوتان مختلفتان ، وقد ذكر لذلك أدلة متعددة نذكر منها دليلان : - 1 - ويتكون من مقدمتين الأولى ما قرره الفلاسفة في علم النفس ان التعرف على قوى النفس انما يتم باختلاف آثارها فكل أثر يكون ويتم عن درجة معينة من درجات النفس . والثانية . ان الفلاسفة قرروا في الحكمة العملية ان كمال الإنسان يكون عندما تنصاع قواه السفلية إلى القوة العقلية . أي ان القوة العقلية تدير القوة الوهمية والحسية والشهوية والغضبية ، بمعنى ان القوة العقلية تقوم بالتأثير في هذه القوى والهيمنة عليها . وهذا يعني ان القوة العاقلة لها عملان ادراك وتأثير وهو عمل وهو غير سنخ الادراك . فهذا يدل - بضميمة المقدمة الأولى - على انه توجد قوتان عقليتان نظرية وظيفتها الادراك وعملية وظيفتها العمل والتأثير . 2 - ان آخر التحقيقات لدى صدر المتألهين أدت إلى القول بان التصور