مقدمة بقلم الأستاذ الشيخ محمد سند الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد الخلق محمد المبعوث للرسالة وعلى آله الأئمة الهداة . وبعد فإن البحوث العقائدية والمعرفة الدينية بمكان من الأهمية ، حيث إنها الراسمة لطريق الانسان والمجتمع في هذه النشأة في مختلف شؤونها وجهاتها والنشآت اللاحقة ، فمن ثم احتلت موقعاً في الصدارة وأولوها عناية خاصة ، فالإيمان والهداية قد شدّد على صدارتهما القرآن والسنّة في قائمة أعمال الإنسان ، فقد قال تعالى : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) [1] . والواجب الاعتقادي المعرفي ، هو فعل تقوم به النفس وجوانحها في الدرجة الأولى ، فالادراك والإذعان أو المعرفة والايمان ، أو التعقل والاخبات أو الأهنداء والتسليم فعلان تقوم بهما طوية القوى للنفس . ومن ثمّ يستعقبها أفعال أخرى لواجبات أخرى ، وهذا يوازي التعبير المقرر في العلوم الانسانية الأكاديمية أن رؤية الانسان اتجاه الكون يتفرع إليها كل الأمور الأخرى من الحقوق والآداب والقوانين والأعمال . ولا يخفى أن الأصول الاعتقادية الخمسة من التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد ، مآلها هو التوحيد في المقامات الخمسة فالأول هو التوحيد في الذات الأزلية