عن عبادة ، وانه يكون عبادة اصطلاحية وتأليهاً إذا كان تمام الخضوع مع اعتقاد الاستقلال لذلك لا يجوز ، أما إذا كان مع اعتقاد حاجة المخضوع له وفقره إلى الله سبحانه فإنه لا يكون عبادة ، هذا من جانب الحد الأعلى . أما من جانب الحد الأدنى فإن أدنى درجات الولاء هو المودة والمحبة القلبية وعليه يكون التشفع بهم وزيارتهم والتوسل والدعاء بهم لا يكون عبادة ولا يدخل تحت حد الغلو ، قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرَوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّاباً رَحِيماً ) [1] ، وقال تعالى مخاطبا نبيه ( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ) [2] ، وقال تعالى ( أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ) [3] ، وقال تعالى ( اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً ) [4] ، وقال تعالى ( قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ 97 قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) [5] ، قال تعالى ( مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ) [6] . 6 - ولا بأس بالإشارة مختصرا إلى ان شرك الجاهلية في العبادة كان بالتعظيم والتوسل بأمور من دون جعل الله تعالى وإذنه ، والتوحيد في العبادة هو نفي الطقوس التي لم تؤخذ من عند الله سبحانه وتعالى ، ونستطيع ان نجد ما يدعم نظرية الإمامية في التوسل بهم : أ - ان الله يأمر بابتغاء الوسيلة إليه قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَابْتَغُوا
[1] النساء : 64 . [2] التوبة : 103 . [3] التوبة : 74 . [4] يوسف : 93 . [5] يوسف : 98 . [6] البقرة : 255 .