اللّهُ هذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) [1] ، وورد في موارد أربعة قوله تعالى ( رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ ) الفتح 18 ، المجادلة 22 ، البينة 8 ، التوبة 100 ، ما ورد في الحديث الشريف « رضي الله عن عمار » ، وان أبا ذر لا يكذب قط . وهناك جواب تفسيري عن هذه الأحاديث ينفع جوابا كليا عن هذه الموارد نذكره : وهو ان العصمة على درجات وليس كلها من نحو واحد ، فإن منها العلمية ومنها العملية ومنها الذاتية ومنها الأفعالية أي في مقام الفعل دون الذات ، وكل منها فيه شدة وضعف ، وقد مر بعض الحديث عن ذلك في آية استخلاف آدم والفرق بين عصمته وعصمة الملائكة ، كذلك هناك مقامات تتلو أدنى مراتب العصمة كمقام الحكمة الذي من أوتيه أوتي خيرا كثيرا كما وردت الإشارة إليه في الآيات ، وكمقام الصديقين ومقام أهل الفوائد ومنهم من يعطى علم البلايا والمنايا وغير ذلك من المقامات . ويشير إلى تلك المقامات حديث الإمام الصادق ( عليه السلام ) الذي رواه الخزاز القمي في كفاية الأثر : 253 ، وهي مقامات من سنخ غيبي وهيبة ملكوتية بحسب تولي الشخص وتسليمه لأوامر الله تعالى ونواهيه الالزامية والندبية وطوعانيته لإراداته . فلا يقال بامتناع إنوجادها في من يتلو المعصومين من المؤمنين المتمسكين بحبل الله كالأوتاد والابدال الذين أخلصوا في طاعة الله ، مثل لقمان الذي لم يكن نبيا ومع ذلك أوتي الحكمة وهي نحو يتلو العصمة العلمية ، وكما في ذي القرنين الذي ورد عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه رجل أحب الله فأحبه الله وآتاه ما تذكره سورة الكهف ، و مثل زينب عندما قال لها الإمام زين العابدين يا عمة إنك عالمة غير معلمة ، وفي السيد محمد ابن الإمام الهادي ( عليه السلام ) وأبي الفضل العباس وغيرهم من أبناء الأئمة وهكذا عمار وأبو ذر ، مضافا إلى إنهم ممن ائتم بإمامة أهل