responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة الإلهية نویسنده : تقرير بحث الشيخ محمد السند لسيد بحر العلوم    جلد : 1  صفحه : 413


العملية التي هي دون المرتبتين ، وسلامة الأفعال تتوقف على مدى المطابقة بين هذه المدارج الثلاث حيث تتنزل الإرادات الإلهية من دون عوائق ، ولا تكون هناك مشاكسات من القوى المادون وذلك إذا ما ابتلي بالأمراض والوساوس والبلادة والحدة أو سلطنة الغرائز النازلة . . وقد استعرضنا ذلك بنحو التفصيل وشواهده من الآيات القرآنية .
وبناء على هذا فعندما يقال ان الرضا الإلهي هو برضا أحد عباده فهذا يعني أن هذا العبد هو ممثل للمشيئة الإلهية ويكون كل حركاته وسكناته لا تتخلف عن المشيئة الإلهية ، وهذا يعني ان تكون القنوات التي تسير فيها علوم الانسان وهي ما تقدم ذكره غير مبتلاة بأمراض إدراكية ولا عملية ، ولا يكون هناك عائق أمامها فتتنزل صافية من دون كدر ، وهذا ليس تأليها بل هو استقامة في مدارج الوجود فيخرج العمل مظهرا للإرادة الإلهية ، وعلى هذا البيان لا تنحصر عصمة في الموضوعات الكلية بل تشمل الجزئيات الخارجية ولا يشذ عنها مورد ، وقريب من هذا المعنى الحديث الذي ينص على ان عليا مع الحق والحق مع علي ، إذ لا يمكن أن تكون هناك موائمة بينه وبين الحق إلا إذا افترضنا ان هناك عصمة علمية عملية تجعل كل تصرفاته نابعة عن العلم الحضوري وأن إراداته تمثل الإرادة الإلهية .
ومنه نستطيع الربط مع الأحاديث التي تبين كيفية تلقي الإمام ( عليه السلام ) عن النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) حيث لا يكون التلقي من الوجود البشري للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، بل هو تلقي عن مقام النورية للنبي وخصوصا في مثل الحديث القائل « علمني رسول الله الف باب من العلم ينفتح من كل باب الف باب » ، حيث لا يوجد تفسير لها على نحو العلوم الحصولية ، بل هي الوراثة النورية التي ورثها النبي ( صلى الله عليه وآله ) للأئمة الأطهار ، وعليه يكون أداء الأئمة عن النبي ليس عن مرتبته الوجود الحسي له ، بل عن المرتبة النورية .
وقد أورد على هذا التقريب لفقه الحديث عدة نقوض حاصلها : انه قد ورد في الأحاديث والآيات القرآنية تصريح برضا الله تعالى عن بعض المؤمنين ، مثل ( قَالَ

413

نام کتاب : الإمامة الإلهية نویسنده : تقرير بحث الشيخ محمد السند لسيد بحر العلوم    جلد : 1  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست