العام ، مضافا إلى أن أبا بكر لم يكن هو الأمير إلى الأبد بل تولى الإمارة غيره أيضا . وثالثا : ما ذكره العلامة الطباطبائي : من أن البحث ليس في أفضلية مَن على مَن ، بل الكلام في ما يمكن فهمه من الحديث ، و « وليت شعري من اين تسلموا ان هذه الجملة التي نزل بها جبرائيل : « انه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك » مقيدة بنقض العهد لا تدل على أزيد من ذلك ولا دليل عليه من نقل أو عقل فالجملة ظاهرة أتم ظهور في أن ما كان على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يؤديه لا يجوز ان يؤديه إلا هو أو رجل منه سواء كان نقض عهد من جانب الله كما في مورد سورة براءة أو حكما آخر إلهيا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ان يؤديه ويبلغه » ، ثم أن هذا التبليغ يتميز أنه التبليغ الأول عن السماء حيث ان الحكم لم يعلن بعد على مسامع المسلمين وغيرهم بل اختص به النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ومن هنا ورد في الرواية أن الكتاب كان لدى أبي بكر مغلق لا يعلم ما فيه وعندما أتى الإمام أخذه منه . وهذا يغاير ابلاغ بقية الأحكام بتوسط من سمعها إلى من لم يسمعها التي كان النبي قد أعلن عنها في ملأ المسلمين في مناسبات عدة ، فمقام تبليغ سورة براءة هو مقام الناطق الرسمي عن السماء وهذا لا يعني الشركة في النبوة مع النبي الخاتم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأن الوارد هو لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك وليس الوارد لا يؤدي إلا أنت أو رجل منك ، وواضح الفرق بين المعنيين بأدنى تأمل . وبتعبير آخر : أن الذي له أهلية التبليغ عن الغيب يجب أن يكون له ارتباط بالغيب ، فلا يبلغ عن تلقيك النبوي إلا لسانك النازل وبفيك أو فاه آخر لكنه من سنخك الذي يسمع صوت الوحي ويرى نوره ويشمه ، ويسمع رنة إبليس ، كما تقدم في الخطبة القاصعة . وهذا يفتح الباب لفقه حديث المنزلة ( أشركه في أمري ) وأن هارون كموسى نبي ، وحيث يضفي النبي على عليّ تلك المنزلة إلا النبوة أي الإنباء فبقية الصفات