المفاد التفصيلي للآيات : 1 - إنما أنت منذر ولكل قوم هاد في هذه الآية الشريفة موارد للبحث : أولا : من المقصود بالهاد ، فقد ذكر البعض ان المقصود هو الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) أي إنك هاد لكل قوم ، وهذا الاحتمال ضعيف لأمور منها : ان الحصر ب ( انما ) في قبال توهم أن وظيفته ( صلى الله عليه وآله ) هي اهتداؤهم بالفعل بتلبية طلبهم بإتيان المعجزة والآية التي يقترحونها . ومنها : من الجهة الاعرابية حيث سوف يتنازع منذر وهاد الجار والمجرور ولذا لا يجوز توسطها ، كما لا يجوز الفصل بين العامل والمعمول بالواو . ومنها : ان الانذار هداية إرائية فتكون هاد عطف تفسير ، وهو خلاف الأصل الأولي في ظهور الكلام في التأسيس . ومنها : انه لا يكون هناك وجه لتأخير هاد عن الجار والمجرور ثانيا : أن الهداية ليست الهداية الإرائية بل الإيصالية وذلك لعدة وجوه : * المقابلة بين الانذار والهداية . * إن الكفار طلبوا من الرسول آية وهي مظهر للقدرة والقدرة مظهر الولاية ، وهذا ما يحتاج إلى بيان : وذلك لان المدعى أن المعجزة التي تظهر على يد الرسول هو من حيثية ولايته لا رسالته ، ويكون جواب طلبهم أنك من حيث الرسالة لا تجري بيدك الآية وإنما ظهور الآية ، والمعجزة بيد الهادي ومَن له الهداية الإيصالية ، والنبي الأكرم حيثياته متعددة ومن هذه الحيثية يكون المعجز على يديه . * إن هذه الهداية جعلت عدلا للنبوة باعتبار أنها تحقق الإيمان في الخارج وهو غاية الهداية الإرائية فإن الإيمان في الخارج متوقف على الهادي .