وقدرته ، حيث ان مشركي قريش يذعنون بوجود الملائكة وإنهم أعوان الله وذلك بدليل نسبتهم الأنوثة لملائكة لله وإنهم بنات الله والعياذ بالله تعالى . 2 - أن قريش والمشركين كانوا على اطلاع وخبر من علم أحبار اليهود ببعثة النبي ( صلى الله عليه وآله ) حيث كانوا من قبل يستبشرون ببعثته ويأملون النصر به على المشركين قال تعالى ( وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ) [1] . 3 - أن الآية الأخيرة ليس فيها استشهاد على أصل الرسالة والبعثة بل دفع لاستبعادهم كون الرسول المرسل بشرا رجلا ، ومع ذلك فإن الاستشهاد بأهل الذكر لا باعتبار أشخاصهم كما قدمنا . 6 - ونتعرض فيه لمقام القران الكريم ومراتبه . وفيه مسائل ثلاث : المسألة الأولى : ان القران ذو حقيقة تكوينية بمعنى ان القرآن لا تنحصر درجات وجوده بالعبارات الوارد ذكرها بين الدفتين ، وأن هذا الوجود للقرآن هو المعبر عنه بالكتبي وأنه معبر عن وجود آخر للقرآن وهو الوجود التكويني ، ويدل على هذه المرتبة للقرآن مجموعة من الشواهد : أ - ان التنزل يدل على أن القرآن كان موجودا ثم تنزل بما نراه نحن الآن وهذا التنزل لا يضاهيه التعبير بأنه كان لفظا مصوتا وكلاما نفسيا . ب - بعض الآيات القرآنية التي تدل على آثار للقرآن لا يمكن نسبتها إلى هذا الوجود الاعتباري من نحو ( وَلَوْ أَنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بِل لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً ) [2] ، حيث أنه قد ذكر في شأن النزول أن قريش اقترحت على النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يباعد بين جبال مكة لأن مكة ضيقة فتتوسع وتصبح بها