أطرافهم ، وتذلل نفوسهم ، وتذهب خيلائهم ، وأنها دواء عن السموم القاتلة لإبليس وهي الكبر الذي وصفه ( عليه السلام ) بأنه مكيدة إبليس الكبرى . ( ولقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصب لشئ من الأشياء إلا عن علة تحتمل تمويه الجهلاء أو حجة تليط بعقول السفهاء غيركم فإنكم تتعصبون لأمر ما يُعرف له سبب ولا علة ، أما إبليس فتعصب على آدم لأصله وطعن عليه في خلقته . . . وأما الأغنياء من مترفة الأمم فتعصبوا لآثار مواقع النعم . . فإن كان لا بد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال ، ومحامد الأفعال ومحاسن الأمور . . . فتعصبوا لخلال الحمد من الحفظ للجوار والوفاء بالذمام والطاعة للبر والمعصية للكبر والأخذ بالفضل والكف عن البغي والإعظام للقتل والإنصاف للخلق والكظم للغيظ ، واجتناب الفساد في الأرض واحذروا ما نزل بالأمم قبلكم من المثلات بسوء الأفعال وذمم الاعمال فتذكروا في الخير والشر أحوالهم واحذروا ان تكونوا أمثالهم . . . وتدبروا أحوال الماضين من المؤمنين قبلكم كيف كانوا في حال التمحيص والبلاء ، ألم يكونوا أثقل الخلائق أعباء وأجهد العباد بلاء وأضيق أهل الدنيا حالا . . . ألا وقد قطعتم قيد الاسلام وعطلتم حدوده وأمتم أحكامه ) . ثم انه ( عليه السلام ) يبين أن العصبية وليدة الكبر والاستكبار على اختلاف ألوانه وأقسامه ، وأن الحريّ بالانسان أن يتعصب للفضائل والمكارم المحمودة . ثم أنه ( عليه السلام ) بين أن النصرة والعزة لأي أمة من الأمم لا تكون إلا بالولاية فإنه بها يذهب تشتت الألفة وتزول اختلاف الكلمة والأفئدة ، وكذلك كان حال ولد إسماعيل وبني إسحاق وبني إسرائيل ، حيث كانت إلا كاسرة والقياصرة غالبين لهم قاهرين عليهم ، إلا انه بنعمة الله عليهم حين بعث رسولا إليهم انتظمت به ملتهم