وبرهة زمنية ما لصح اعتراض الملائكة وتساؤلهم وأن ما ذكره الله عز وجل غير متحقق - والعياذ بالله - . الفائدة التاسعة : أن الروايات وردت أن الإمامة سفارة ربانية إلهية كالنبوة وإن لم تكن نبوة فآدم حل في مقام الخليفة والسفير وهو الحجة صاحب التعليم ، وهم ينقادون إليه ، فهو ينطبق عليه الحد الماهوي للإمامة بدليل اكتمال الملائكة بالعلم الحصولي الذي حصلوا عليه وأنبأهم به آدم وبالإنقياد إليه وإلا لما أمرهم تعالى بذلك ، فهو إمام الإنس والجن . الفائدة العاشرة : أن الخلافة هنا لا تكون بعزل المستخلف عن الأمر بل هي خلافة مع وجوده تعالى ولا انحسار لقدرته تعالى ، بل هو أقدار من جانبه لآدم والخليفة هنا حاو وجامع لصفات المستخلف بنحو التنزل في عالم الإمكان لا أن الاستخلاف هو عين تلك الصفات . الفائدة الحادية عشر : ذكرنا مرارا أن مراتب التوحيد لا تتم إلا بالمرتبة الأخيرة وهي التوحيد في الطاعة ، ومن هنا نجد أن الروايات المختلفة لدى العامة والخاصة تشير إلى أن كفر إبليس ليس كفر شرك فهو لم يعبد غير الله ، وإنما كان جحده واستكباره عن توحيد الله في مقام الطاعة وقد ورد في بعضها أنه طلب من ربه إعفائه من السجود لآدم وسوف يعبده عبادة لا نظير لها ، وجاء الجواب من الحق تعالى : « إني أريد أن أطاع من حيث أريد لا من حيث تريد » [1] ، وفي رواية أخرى « إني أُريد أن أعبد من حيث أُريد لا من حيث تريد » [2] ، وهذه هي الضابطة المهمة في بحث الإمامة فالإمامة هي توحيد في عبادة وطاعة الباري من حيث يريد لا من حيث الذوات الآخرى تريد .