غير محددة بالأرض . ب - إن إسجاد الملائكة لآدم يدل على الهيمنة التكوينية للمطاع بإذن الله ، وهذه الطاعة وتلك الهيمنة إنما هي وليدة العلم بحيث أن الملائكة تستقي علومها منه كما سوف يأتي التدليل عليه ، ومعلوم أن شؤون الملائكة ليست منحصرة بالأرض بل بكل عالم الخلقة ، فهذا يدل على أن دائرة الخلافة غير مقيدة بالأرض بل هي تشمل كل عالم الخلقة غايتها هذا الموجود كينونة بدنه هي في الأرض . وقد يستشكل أنه لو كانت خلافته عامة لكل عالم الإمكان فكيف يجعل متأخرا عن الملائكة أي كيف تتأخر خلقته عنهم ؟ ؟ والجواب : ان خلقته غير متأخرة عنهم وأنما المتأخر هو وجوده الأرضي أما أصل الخلقة فإنها لم تتأخر عنهم كما سيتضح ذلك لا حقا . ج - استنكار الملائكة وتساؤلهم لم يكن دائرا حول دائرة الاستخلاف بل حول الموجود الأرضي ، فهي فهمت أن هناك ذاتاً في الأرض سوف تكون هي الخليفة فجاء الاستنكار ، وبعبارة أخرى أن مقتضى كلامهم ( أتجعل فيها من . . . ) هو تعلق ( في الأرض ) بالجعل . د - إن مقتضى تقدم الجار والمجرور على لفظة الخليفة ، مع صلاحية تعلقه بالعامل المتقدم يعين تعلقه به وخلاف ذلك يحتاج إلى قرينة . * أما بالنسبة إلى ( جاعل ) فإنها تأتي بمعنيين أحدهما بمعنى موجد وهو يتعدى إلى معمول واحد ، والآخر يعني الصيرورة وهو يتعدى إلى معمولين ، والأقرب ان يكون الوارد هنا الثاني ، ومعمولاه هما ( في الأرض ) و ( خليفة ) وهذا يؤدي نفس المعنى الذي نتوخاه وهو عدم تقييد وتحديد دائرة الخلافة في الأرض . إن أصل المعمولين مبتدأ وخبر فلو قدرنا المبتدأ ( خليفة ) والخبر ( في الأرض ) فمقتضاه انه ليس في صدد جعل الاستخلاف بل هو أمر مفروغ منه ، وأنما هو في