فمثلا المتقدمون يجعلون الظاهر في قبال الباطن والأول في قبال الآخر ، بينما الإمام ( عليه السلام ) جعل الذات المقدسة هو الظاهر والباطن والأول والآخر ، « فهو وحدة واحدة يستوي فيها الظاهر والباطن والأول والآخر » ، وفي كتاب التوحيد في ما ذكره الإمام الصادق ( عليه السلام ) تبيان إلى كيفية الدلالة على ذلك . * أن خضوعهم وعبوديتهم المطلقة لله عز وجل لا تجد لها مثيلا عند من عاصرهم أو تأخر عنهم . * أن معجزة السماء الخالدة القرآن الكريم لم ولا يوجد في الساحة الاسلامية ترجمان له - بحيث يثبت للبشرية أن القران الكريم يغطي كل احتياجاتها وكل تساؤل يطرح على وجه الأرض لم يتمكن أحد من الإجابة عليه - سوى الإمام مما يوضح وجود رابطة بينهم وبين القران ، وهو ما سوف نثبته في المرحلة الثالثة في فقه الآيات . * يضاف إلى تلك الأدلة مقدمة مشتركة لا بد منها وذلك لأن الاقتصار عليها يثبت أن الأئمة هم أليق الناس وأفضلهم لإدارة شؤون الأمة ، لكن لا يثبت بها وجود مقامات أخرى في حين إننا يمكن أن نستفيد من تلك الأدلة لما هو أوسع من ذلك بإضافة هذه المقدمة وحاصلها : أن توافر هذه الصفات بهذا النحو في هؤلاء الاثني عشر إما أن يكون من باب الصدفة والاتفاق أو يكون بسبب وعلة . أما الأول فباطل وذلك لأن القول به هو نفي لوجود الله وذلك لأن الطفرة هي صدور شيء من شيء من دون سبب وعلة والاتفاق عبارة أخرى عن نفي السببية ، وأن حيازة هؤلاء على الريادة في الصفات الكمالية إن كان اتفاقا يعني أن يد الله مغلولة ، وأنه ترك الخلق كما خلقهم من دون هدايتهم والاتصال بهم . فيبقى الثاني وأن وجود تلك الصفات فيهم لم يكن من باب الصدفة والاتفاق