المعصوم ، وإذا لم نفترض ذلك فإنه يعني انقطاع الاتصال مع الخالق جل وعلا . والخلاصة : أن الموجب لحفظ الخوف والرجاء حسب التعبير الشرعي والموجب لضمان دوام الحركة حسب التعبير الفلسفي ، والموجب للايمان بالغيب حسب تعبير الروايات ( ونعني بالايمان بالغيب الاعتقاد بغيب الكمال اللا محدود والانجذاب إليه فتتحكم إرادات الغيب في التكامل بنحو غير منقطع ) لا يتحقق إلا بوجود الرابطة ، فمآل مَن لم يؤمن بالرابطة أنه لا ينجذب ولا يؤمن بالذات المقدسة ومعنى الايمان بها هو الايمان بالله تعالى . وضرورة الارتباط بالله عز وجل عن طريق الواسطة يؤمن به العامة أيضا بإضطرارهم الفطري ، إلا أنهم في تطبيق مَن يلبسونه لباس العصمة يشتبهون في التطبيق ، وهذا هو عين الانحراف والضلال ، مثلا يلبسون الصحابي أو بعضهم ثوب العصمة والكمال العلمي والعملي وهذا واضح من خلال ما ينقلونه من فضائل للأول والثاني والعشرة المبشرة بالجنة كما يدعون ، ونحن نستشهد بذلك على أنه في واقعه استجابة لنداء الفطرة الذي قد أشرنا إليه في بداية الدليل وإقرار بمسلك الإمامية ومعتقد الإمامة العهدية الإلهية ، و لأجل ذلك نلاحظ اطلاق الروايات على الأول والثاني الجبت والطاغوت لأنهما في قبال العبودية والمخلوقية ، فالجبت مأخوذ من الجب وهو الطم أو القطع أي السد العام لطريق الحق وسلوك الكمال ، والطاغوت من الطغيان والتمرد في الذات على ما توجبه حقيقة الفطرة البشرية بأن يكون عبدا للعيش ويدرك حالة الفقر في حقيقته لربه فيتمرد ويعتد بذاته مستقلة ومستغنية عن المدد الرباني . ولذلك فبوابة التوحيد هو الإمام ، وهو السبيل إلى الايمان الخالص بالله ، وفي الرواية عن النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) « يا علي من قصد الله و لم يقصدني فلم يقصد الله و من قصدني ولم يقصدك فلم يقصدني » إذن فالواسطة والرابط يجب أن يكون من الكمال