نوع من الانشاء التشريعي من نفس المشرع الأول . وبتعبير آخر : أن الأنبياء نحو إراءتهم كانت إراءة اجمالية فلابد من الإراءة التفصيلية واستمرارها عن طريق الأئمة بأن تكون متصلة بالغيب معصومة من الوقوع في الخطأ . الثاني : أن بيان الإمام وفهمه للحكم الشرعي لا يكون كفهم الفقيه بل هو ، بيان بعلم الغيب والتسديد الإلهي المصيب للحق دوما . فإراءة الإمام للأحكام الشرعية ليست شريعة جديدة بل بيان لتلك الشريعة الاجمالية الكلية المتنزلة عبر القناة الغيبية للنبي ( صلى الله عليه وآله ) . إذن نلاحظ في مقام الإمامة والنبوة نقاط التقاء وافتراق وأفضلية جانب على آخر فكلاهما حلقة اتصال بالغيب ، وكلاهما حجة الله على الخلق وسفارة إلهية إلا أن وظيفة كل منهما تختلف عن الآخر فالنبوة فضيلة في نفسها والإمامة فضيلة في نفسها ، ورأينا في تفسير آية البقرة كيفية استحقاق إبراهيم للإمامة ، وأنه كان عبر تلك الابتلاءات المختلفة والشديدة . فالنبوة لها فضل والإمامة تفصيل لتشريع النبوة ، ويبقى للإمامة الهداية الإيصالية بخلاف النبوة التي تقتصر على الهداية الإرائية وبعض الأنبياء هم أئمة أيضا ، أما الأئمة فليسوا بأنبياء وتفضيل بعضهم على بعض ثابت بالنصوص القرآنية والروائية ، وقد تبين أيضا كيف أن النبوة لا تقوم مقام الإمامة وأنها تكتمل بها . وهاهنا تساؤل آخر وحاصله : لماذا لا يكتفى بالإمامة عن النبوة فإنها جامعة للهداية الإيصالية والإرائية ؟ ؟ والجواب عن ذلك : 1 - أن المفروض أن الهداية الإيصالية ليست إلجائية بل اختيارية . 2 - أن المكلف في اختياره لأي سيرة في حياته يجب أن يكون طبقا لعلم ، لكي يؤمّن جانب الاختيار والكمال في المسير الانساني فلابد أن يكون الانسان على