بالله سبحانه وتعالى ذي القدرة المطلقة اللا محدودة متعسر وممتنع فيجب توسيط وسائط تعد أربابا وآلهة صغيرة تكون وسيلة وواسطة . أما الجواب : أولا : أن طبيعة الاقتداء تقتضي أن يكون هناك فارق بين المقتدي والمقتدى ، فإذا كان المقتدى مساويا للمقتدي ، فإن الاقتداء يكون ممتنعا ، إذ لا توجد مزية للمقتدى حتى يقتدى به ، فالسعي والحركة والانبعاث الذي يحصل للمقتدي إنما هو من أجل تحصيل أمور وكمالات هو فاقد لها لكنها متوفرة وحاصلة في المقتدى ، إذن يجب أن يكون المقتدى غير مساو للمقتدي . ثانيا : كما أن الحاصل لا يسعى الإنسان إلى تحصيله ، كما أن الممتنع أيضا لا يسعى الانسان إلى تحصيله ، فيجب أن يكون المقتدى له مرتبة بين هذين الأمرين ، وفي نفس الوقت يجب أن يكون هذا الاقتداء ملازماً للانسان في كل مسيرته بمعنى أن المقتدى يجب أن يكون متفوقا دائما على المقتدي ، وإلا لو فقد هذا التفوق لتوقف الاقتداء في فترة من فترات حياة الإنسان ، وذلك فيما إذا نال كل كمالات المقتدى ، وحينئذ لا يكون هناك سعي ولا يكون هناك هدف يحرك هذا الانسان ، فيجب أن يكون هناك باعث ومحرك دائمي للانسان وللإنسانية قاطبة ، وفي نفس الوقت لا تكون كل درجات كمالات المقتدى ممتنعة ، كي يمكن السعي والتحصيل . وهذا هو معنى الحالة الوسطية بين الأمرين أي لا كمالاته كلها ممتنعة ولا كل كمالاته بكل درجاتها حاصلة ، فيسعى الانسان لتحصيل تلك الكمالات فقد يصل بجهده إلى تحصيل بعضها وقد لا يستطيع « ألا أنكم لا تستطيعون على ذلك فأعينوني بورع واجتهاد وعقل وسداد » . فتحصيل كل كمالات المقتدى أمر مستحيل غير ممكن أما تحصيل بعض