يستفاد من هذه الخلافة العامة . وههنا ملاحظات حول هذه الطائفة : 1 - ان غاية تقريب هذه الطائفة لا يفوق ما ذكر من الآيات والوجوه السابقة من تكليف الأمة بالوظائف العامة فيرد عليها ما أوردناه هناك والوظيفة التي تظهرها هذه الآيات هي أن وظيفتهم اعمار الأرض والاستفادة من مواردها الطبيعية في قبال الافساد والاهمال . 2 - يصرح كثير من المفسرين ان هناك نوعين من الاستخلاف أحدهما عام يشمل جميع البشر والآخر خاص وهو الذي يتعرض فيه للولاية وهو خاص بمن يصطفيه الله تعالى ( البقرة : 30 - 35 ) ، وخص من اصطفاه بخصوصيات منع منها الآخرين كالعلم اللدني وإسجاد الملائكة له . وكذلك راجع سورة ص آية 26 والنور آية 25 . والآيات المذكورة في هذا الوجه هو في الاستخلاف العام وهو غير ناظر للولاية . 3 - ان آيات الخلافة العامة مدلولها هو تفويض اعمار الأرض للبشر تكويناً ، أما تشريعاً فإنه لم يفرضها لمطلق البشر بل لمن توفرت فيه شرائط من قبيل التوحيد والعمل بأحكام الله وطاعته ، وأن الله لا يريد صرف ومجرد الاعمار البشري المادي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ) [1] . وهذا وجه التعبير بالفيئ على ما استولى عليه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) من أموال يهود خيبر ونواحيها ، وكل مال للكفار لم