responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة الإلهية نویسنده : تقرير بحث الشيخ محمد السند لسيد بحر العلوم    جلد : 1  صفحه : 102


فالذي يدرك الغيب لا يعنى إنه أدرك كل الغيب ، فالله عز وجل لا تحيطه الابصار والقلوب بل عرفته القلوب بحقائق الايمان .
8 - مما ذكرنا يتضح السر في أن المسلمين قد صرفوا النظر عن العلوم الحصولية والعلوم المادية ، وأوغلوا في بحوث الاعتقادات وفقه الأحكام من أجل تحصيل ذلك اليقين ونيل المراتب القلبية وذلك مع تهذيب النفس وانشغالها بالعبادة ، حتى تتهيأ النفس لتصفح أنوار الملكوت وتقوى الإدراكات القلبية ، فمنهم من وصل إلى المراد وهو المتبع لطريقة أهل البيت ( عليهم السلام ) ومنهم من ضل الطريق وأضل غيره .
9 - ان معرفة الإنسان لنفسه هي بوابة المعرفة الربوبية ، وذلك لأن كل مخلوق هو آية لخالقه ، وكل كامل نازل هو آية للكمال الصاعد فيقال ان كل غيب نازل له حكاية تكوينية لغيب صاعد ، وهذه الحكاية ليست على نسق حكاية الصور الحصولية ، بل هي حكاية الرقيقة عن الحقيقة ، كما عبر بذلك الفلاسفة ، أو حكاية المظهر عن الظاهر كما عبر العرفانيون . لكن هذه الحكاية وان كانت غير قابلة للخطأ والصواب بل هي صواب دائم إلا إنها ليست حكاية إحاطة لأن الرقيقة لا تمثل كل كمالات الحقيقة .
10 - من الأمور التي تدلل على أهمية الإدراكات القلبية هو رجوع جميع الإدراكات العقلية إليها بيان ذلك : - إنه قد ثبت في محله رجوع جميع التصورات والتصديقات النظرية إلى البديهيات التصورية والتصديقية وهي رأس مال الإنسان في تحصيل علومه ، وحينما نقوم بتحليل هذه البديهيات نرى إنها في تكونها محتاجة إلى الإدراكات القلبية فعندما نقول إنه صادق فيعني عدم احتمال اللا مطابقة والسر في ذلك ان النفس تدرك ذاتها ووجودها والصورة نفسها مدركة لديها بالعلم الحضوري فالمحكي والحاكي كلاهما موجود لدى النفس فلا يحتمل اللا انطباق ، وهذا ببركة

102

نام کتاب : الإمامة الإلهية نویسنده : تقرير بحث الشيخ محمد السند لسيد بحر العلوم    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست