بيننا وبين الله عز وجل » [1] . ومن هنا يجب ان نهتم كثيرا بإزالة هذا الالتباس عن أذهان الجميع من ان روايتهم ليست رواية بالموازين العادية أوان حجية أقوالهم بما أنهم رواة . ونتجاوز إطار اللفظ إلى عمق المعنى لنقول إن هذا الحديث يدلنا على حجية الزهراء البتول ( عليها السلام ) وذلك من جهة ان المناط في حجية المؤدي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو الوصف المتعقب للرجل وهو ( منك ) وهذا الوصف يدل على عدم خصوصية الرجل بل الوصف هو المهم وقد ورد في الحديث إنها منه ( صلى الله عليه وآله ) ، فما تؤديه عن النبي لا ينبغي التشكيك فيه ، ومن هنا كان مصحف فاطمة مصدر لعلوم الأئمة ( عليهم السلام ) . اشكال ودفع : قد يقال ان رواة الحديث الذين ينقلون الحديث عن المعصومين لهم هذا المقام ، حيث يسأل الإمام حول مسألة معينة ولم يكن الإمام قد أظهر الحكم فيها قبل ذلك ، ويكون دور الراوي نشر هذا الحكم بين أهل مدينته أو قبيلته وما شابه ذلك ؟ والجواب عن هذا الاشكال : أن الحديث يتحدث عن مقام خاص اختص به الأمير ( عليه السلام ) ، وليس الحديث عن مسألة شرعية سألها أحد المسلمين بتلقيه حسا عن حس المعصوم ، وهذا المقام هو مقام التلقي النبوي الذي حازه النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، ولو كان هذا التلقي عن الوجود النازل لمقام النبوة لما قيل في الحديث القدسي لا يؤدي عنك إلا أنت أو . . . فتأدية النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن نفسه ، ليست بمعنى تأدية حسه الشريف عن حسه بل هو نحو من التجريد وتأدية المراتب النازلة من وجوده