من الحوض هو حوض يوم القيامة وقد يشار به إلى حقائق أخرى ، كما يستفاد من الورود على النبي انه ( صلى الله عليه وآله ) أعلى مكانة ومنزلة ومقاما من العترة ومن الكتاب إذ انه المرجع والمنتهى ، وهو المبدأ « إني تارك » لحجية الثقلين وهو المنتهى ( علي الحوض ) لهما . 3 - النظريات في تفسير المعية بين القرآن والعترة : ثم إن مقتضى المعية الواردة فهي هو التلازم بينهما كما ذكرنا مرارا وهاهنا بحث في تفسير هذه المعية وقد ظهرت ثلاث نظريات في بيان العلاقة بينهما : النظرية الأولى : حسبنا كتاب الله وأنه هاد ، ولذلك ورد الأمر في تمييز الحجة عن اللا حجة من الروايات في عرضها على الكتاب الكريم ، وهذا مؤيد بأنه المعجزة الخالدة الباقية الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه ، ودور أهل البيت هو كونهم مقدمة للقرآن الذي عليه المدار فإذا وصل واصل إلى تلك المفادات بأي طريقة كانت فبها ونعمت فيكون الآل طريق ليس إلا ، ويستدل لهذا البيان بقوله تعالى ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ) [1] ، ( وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) [2] فدوره دور المعلم والدال على طريق التعليم والأصل هو القرآن ، ويعضده ما ورد من تحدي المشركين بأن يؤتوا بمثل هذا القرآن فلو كان مغلقا مقفلا لما كان هناك معنى للتحدي ، بل إن حجية قوله ( صلى الله عليه وآله ) مستمدة من معجزة القرآن وحجيته . وفي مقام تقييم هذه النظرية نرى ان أدلة النظرية الثانية وان لم تتم منفردة فهي بلا شك تخدش في تمامية هذه النظرية ، ولكن يمكن الإجابة عن هذه النظرية بعدة وجوه :