تفصيل ذلك : * أن التاريخ يذكر أنهم قد وضعوا الحلول الناجعة لكثير من المعضلات الفكرية التي ابتليت بها الأمة الاسلامية ; كما في إشكالية صفات الباري حيث قالوا : « لا تعطيل ولا تشبيه وإنما أمر بين أمرين » ، فلا يجوز تعطيل الصفات والقول أننا لا ندرك شيئا من صفاته تعالى ، كما لا يجوز التشبيه والقول أننا ندركه كما ندرك المحسوسات ، وكذا نفي التجسيم ولوازمه عن ذات الباري ، فقد كانت الأذهان عالقة بهذا الوهم . ونفي الجبر والتفويض وإثبات الاختيار في الأفعال . وهكذا في معالجتهم للمشاكل الفكرية التي انتقلت إلى الأمة الاسلامية من الحضارات الأخرى فتراهم يجعلون لها الحلول بنحو لا يصطدم مع الاسلام وضرورياته ، وموارد هذا شتى من التوحيد وصفات الحق تعالى ، والعدل والمعاد والقضاء والقدر وما ورد من الشبهات حول نبوة الأنبياء ( عليهم السلام ) ، وبقول ابن أبي الحديد في ذيل إحدى الخطب « لم تنتشر المعارف الإلهية من غير هذا الرجل ولم يكن في الصحابة من تصور أو صور شيئا طفيفا من المعارف » ، ونضيف على مقولته تلك أن عباراتهم وحلولهم وحكمهم ظلت حتى يومنا هذا مدار بحث وتشييد لأنها تفوق ما توصل إليه السابقون من الفلسفة اليونانية ويستنير بهديها المتأخر ون من الفلاسفة . * المرحوم الشاه آبادي يذكر : أنه في الصحيفة السجادية لفتات وحلول لمعضلات في عالم المعنى والعرفان ، بنحو لم يكن مطروحا في العرفان الهندي الذي هو من أقوى وأقدم المدارس العرفانية لدى البشرية ، ويشير إلى أنه في الأدعية الأولى بحوث عديدة وغريبة ودقيقة في السير والسلوك أو في مقامات الهادي ، أو مقامات الخلقة والتكامل الانساني ويعبّر عن أدعيتهم ( عليهم السلام ) أنها بمثابة القرآن الصاعد لما تحتويه من أسرار المعرف الإلهية .