العلامة الطباطبائي ، حيث أنه قد ركز على أن للإمام مقاماً ملكوتياً يوجب بمقتضاه التصرف في النفوس والسير بها من منزل إلى منزل معنوي أعلى ، وما ذكرناه يركز على الهداية الإرائية للمعصوم . فالدليل الأول بصياغتيه يقوم بمهمة البرهنة على جانب الهداية الإرائية في الإمام . الدليل الثاني : الفطرة وهو المعروف بالدليل الفطري وقد ورد في عدة روايات ، واجماله : أن كل فطرة بشرية تجد في أعماقها انجذاباً فطرياً نحو الكامل علما وعملا ، وهذا الانجذاب هو الباعث والمحرك للانسان لأن يتكامل ، وهذا دال على وجود من هو كامل علما وعملا . تفصيل الدليل : من خلال بيان عدة مقدمات : المقدمة الأولى : أن مدارس المعارف البشرية تتفق على وجود الأمور البديهية والفطرية لدى الانسان ، ويعرفون القضية البديهية بأنها القضية التي يضطر الانسان إلى الاذعان بها بالضرورة من دون حاجة إلى إعمال الفكر بل مجرد الرجوع إلى النفس ورفع الموانع يجد نفسه مصدقا بها . ونلاحظ أن هذا التعريف للبديهة ينطبق على الأمور التي فطر عليها الانسان ، فإذا افترض أمر اشتركت البشرية فيه فإنه يعلم أنه من الأمور الفطرية ، ومن أدلة التوحيد د ليل الفطرة وهو من براهين الصديقين حيث يقولون أن انجذاب الفطرة البشرية نحو الكمال اللا محدود ، دليل على وجود اللا محدود ، وذلك لأنه لا يعقل أن تشترك البشرية بالايمان بأمر ما وتكون خاطئة به وإلا لزم السفسطة لأنه لو تبين