خطأها فهذا يعني عدم وجود حقيقة يمكن أن يرتكز عليها الانسان في علومه ، إذ أن السفسطة تعني احتمال الخطأ في كل علم تذعن به النفس ، فالعلوم التي تكون على وزان الأمور الفطرية والبديهية والتي يشترك بها عامة البشرية لا يمكن أن تكون خاطئة . المقدمة الثانية : أن الانسان في حين انجذابه إلى اللا محدود يقر في نفسه أنه لا يستطيع أن يكون لا محدودا لان قدرته وإمكاناته كلها محدودة . فحتى لا يصاب باليأس وعدم الأمل والرجاء يجب أن يسعى لتحصيل الكمالات العلمية والعملية بالمقدار الممكن على حسب قدرته ووسعه ، وهذا أحد وجوه تفسير ما يعبر عنه في بعض الروايات « أه من طول السفر وقلة الزاد » فهذا السفر لا نهاية له لأن المقصود لا محدود ولا متناه . المقدمة الثالثة : أن من مسببات الانجذاب إلى الكامل اللا محدود الانجذاب إلى الكامل من بني الانسان ، فنجد الناس ينجذبون إليه وهذا ما يثبته علماء الاجتماع حيث يذكرون أن من أعرق الأساطير في تاريخ البشرية هي أسطورة البطل ، ولا يكاد يخلو مجتمع وملة منها ، حيث يصورون البطل الشجاع والهمام المتحلي بمحاسن الأخلاق ، ونرى الناس يندفعون إلى التشبه به في كافة جوانبه وذلك للاعتقاد أن كمالاته من اللا محدود . المقدمة الرابعة : أن من كمالات الانسان الارتباط باللا محدود علما وقدرة و هيمنة على كل عالم الخلقة أو مَن تكون له السيطرة على كل شيء ، وهذا لا يعني الإحاطة المطلقة بالعزل عن الذات المقدسة وإلا لم يكن ذلك كمالا ، ونفس وجود هذا الأمر و النزع